قصائد بن جدلان
الشاعر محمد بن عبد الله بن جدلان بن سحيم بن حليس بن معتب بن عمرو بن معتب بن الحرث بن سحيم الأسدي, أحد فحول شعراء نجد, ومن مشاهير شعراء الفصحى, وفرسانها المقدمين, وشيوخها الذين يحتذى بهم في الفصاحة والبلاغة, وله ديوان مطبوع. ولد في بلدة الجهراء إحدى قرى عالية نجد في عام 1264هـ واتجه إلى طلب العلم الشرعي والأدبي منذ صغره فحفظ القرآن الكريم على يد والده، ثم درس مبادئ النحو وعلوم الأدب على جماعة من مشايخ عالية نجد، وممن اشتهر منهم: الشيخ عبد الرحمن بن حميد رئيس القضاء في عالية نجد وشيخها, والشيخ محمد بن عبد الله بن عثمان بن عبد اللطيف آل الشيخ رئيس القضاء في الدرعية وشيخها والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ قاضي الدرعية, والشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ قاضي الدرعية. وتتلمذ على يديه في الشعر والأدب جماعة من الأعلام والمشاهير ومن أشهرهم: الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ, والشيخ محمد بن أحمد السديري, والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البواردي, والشيخ عبد الله بن محمد أبا بطين.
حكمه في الأخلاق
حكم وأمثال كثيرة في سائر أغراض الشعر، منها الحكم والأمثال والآراء السديدة، ومن ذلك قوله:
-وإن كنت ذا مال كثير فإنما جمعته للدهر ينهيك عنه
-ومن يجعل المعروف في غير أهله يكن حمده ذماً عليه ويندم
-وكن في أمور الناس منك بمعزل فإنك مهما قلت كنت ملوما
-وإذا المنية أقبلت فلعمرها لا يردها إلا الذي قد قسم
-ومن يستعن بالله في كل نائبة ولا يعجلن فالله يفعل ما يرم
حكمه في السياسة والحكم
-وتحسب نفسك يا بن عمي ظلها لم يضحك الدهر إلا منك معتزرا
-فأنت إذا لم تعطه قساً تطعه وكل الذي تعطى الكريم مقدرا
-فذاك أشد حقداً من ثعابينها وذاك أضر على ذي اللطف من ضر
-وإذا بدا لك من أصحابك مكرهاً فأظهر له ودك وإن كان ماكرا
-وإن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
حكمته في الدين
-إذا كنت ذا مال تجود بنصفه فللعز ثلثاً والثلث احتياط
-إذا نلت من مال امرئ غفلة فقل له ذا الذي أعطيتني وهو مالي
-فلو كان ذا مال ينال بذلة لنلت فؤاداً عفة عن سؤال
-وكن للفواقر من ذنوبك تائباً فعسى تقل مع التوبة الفواقر
-ولا خير فيمن لا اعتبار بإخوة ولا يعرف المعروف حين يشاور
حكمته في القناعة والرضا
-كفى حزناً أن لا يكون لك همة ولا عيشة إلا إلى حانوت
-فهذه منازلنا لا يستقيم لنا فيها المقام ان لم نقلنا الأقدار
-محمد بن جدلان لا تحزن فلن تروى وأنت عطشان إلا نهارا
-رضينا رضى الله وإن لم يكن لنا وليس على رب السماء ملام
-تعودت من زماني أن يغيظني فلن ترضى الأيام لي من مزاجها
حكمته في الزهد والتقوى
-صديقك من وافاك في كل خطرة وودك من آوى إليك من النوب
-وإن عدت من قوم لهامك نافق واعطاك وعداً وهو داء معلل
-وإن هبت كل الناس يهبك سيفه فما هيبة المرء إلا حين يجرب
-والمرء قد يبدي لك اللطف مضطراً إذا ما رأى أن الوفاء تقرب
-رضينا بقضاء الله ونهواه ونرضى بكل ضيق يلاقيه
حكمته في الحكمة والموعظة
-سأصبر حتى يبلغ السيل أزمعه فما قامت الدنيا على غير صبر
-وليس الغنى بطول العيش في سعة ولا الفقر بالموءت المرء بالصغر
-إذا ضاقت الدنيا عليك وأهلها فروح النفس بالصبر والتقصير
-وأرضك عن أيام النعيم فإنه مصيرك للدنيا على كل حال
-ومن عاش في الدنيا على كل حالة سهل عليه الرحيل كل منزل
حكمته في النصح والإرشاد
-فأنت إذا لم تعطه قساً تطعه وكل الذي تعطى الكريم مقدرا
-ذاك أشد حقداً من ثعابينها وذاك أضر على ذي اللطف من ضر
-وإذا بدا لك من أصحابك مكرهاً فأظهر له ودك وإن كان ماكرا
-وإن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
-فالحر ينزل في أحشاء مضيفه كرماً وإن لم يكن جارا له جار
الخلاصة
كان محمد بن جدلان من مشاهير شعراء عصره وأحد فحولهم وفرسانهم المقدمين، وشيوخهم الذين يحتذى بهم في الفصاحة والبلاغة، وقد ترك لنا ديواناً من الشعر حافلًا بالحكمة والموعظة والإرشاد، هذا وقد امتازت حكمه بالكثير من المعنى الجميل واللفظ السهل البسيط، ولهذا فقد حفظها الناس وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل.