ثمار الصدقة ثمانية
1- تنمية المال
لقد ورد في العديد من النصوص الدينية أن الصدقة سبب في تنمية المال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما نقص مال من صدقة”، كما قال عليه الصلاة والسلام: “ما تصدق أحد بصدقة من مال إلا زاده الله من فضله”.
ويُمكن تفسير ذلك بأنّ الصدقة تُخرج من البخل والشحّ، وتُورث السخاء والكرم، وهذه الصفات تُساعد صاحبها على اكتساب الرزق الحلال وتنمية ماله.
كما أن الصدقة تُزيد من بركة المال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الصدقة تزيد في العمر، وتمحو الخطيئة، وتقي مصارع السوء، وصدقة السر تُطفئ غضب الرب عز وجل”.
2- دفع البلاء
تُعد الصدقة من أسباب دفع البلاء، وذلك لأنها تُعد من العبادات التي تُحبب العبد إلى الله تعالى، وبالتالي يُبعد عنه البلاء والشرور.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”، كما قال عليه الصلاة والسلام: “أخرجوا صدقاتكم تُكفوا بها البلاء”.
وتجدر الإشارة إلى أن دفع البلاء لا يعني أن الصدقة تمنع وقوع المصائب تمامًا، بل إنها تُخفف من وطأتها وتُيسر أمور العبد وتُسهل عليه حياته.
3- جلب الرزق
الصدقة تُعد من أسباب جلب الرزق، وذلك لأنها تُعد من العبادات التي يُحبها الله تعالى، وبالتالي يبارك في مال العبد ويزيد رزقه.
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بصدقة من كسب طيب، لم ينقصه الله”. كما قال عليه الصلاة والسلام: “من جاد ساد، ومن بخل رذل”.
وتجدر الإشارة إلى أن جلب الرزق لا يعني أن الصدقة تُغني العبد عن العمل والسعي، بل إنها تُساعد على تيسير الأمور وفتح أبواب الرزق.
4- شفاء المرضى
الصدقة تُساعد على شفاء المرضى، وذلك لأنها تُعد من العبادات التي تُحبب العبد إلى الله تعالى، وبالتالي يُعافيه من الأمراض والأسقام.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “داووا مرضاكم بالصدقة”. كما قال عليه الصلاة والسلام: “ما من مسلم ينفق نفقة في سبيل الله إلا زاده الله بها رفعة في الدرجات والحسنات، إلا أن ينفقها على امرأة بغي، أو على قينة، أو على مجمر”.
وتجدر الإشارة إلى أن شفاء المرضى لا يعني أن الصدقة تُغني عن التداوي والأدوية الطبية، بل إنها تُساعد على تخفيف حدة الأمراض وتسريع عملية الشفاء.
5- زيادة الحسنات
الصدقة تُساعد على زيادة الحسنات، وذلك لأنها تُعد من العبادات التي يُحبها الله تعالى، وبالتالي يثيب عليها العبد بالكثير من الحسنات.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما تصدق أحد بصدقة من طيب إلا زاده الله بها عزًا وشرفًا”. كما قال عليه الصلاة والسلام: “من تصدق عدل حبة من تمر من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل”.
وتجدر الإشارة إلى أن زيادة الحسنات لا تعني أن الصدقة تُكفر عن الذنوب والخطايا، بل إنها تُساعد على زيادة رصيد العبد من الحسنات.
6- تخفيف العذاب
الصدقة تُساعد على تخفيف العذاب في الآخرة، وذلك لأنها تُعد من العبادات التي يُحبها الله تعالى، وبالتالي يُخفف عن العبد من العذاب بسببها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد ولم تمسهم النار إلا بشقاق الوالدين”. كما قال عليه الصلاة والسلام: “من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا”.
وتجدر الإشارة إلى أن تخفيف العذاب لا يعني أن الصدقة تُغني عن الإيمان والعمل الصالح، بل إنها تُساعد على التخفيف من وطأة العذاب لمن استحق العقاب.
7- دخول الجنة
الصدقة تُساعد على دخول الجنة، وذلك لأنها تُعد من العبادات التي يُحبها الله تعالى، وبالتالي يُدخل العبد الجنة بسببها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الصدقة لتطفيء الخطيئة كما يطفئ الماء النار”. كما قال عليه الصلاة والسلام: “لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.
وتجدر الإشارة إلى أن دخول الجنة لا يعني أن الصدقة تُغني عن الإيمان والعمل الصالح، بل إنها تُساعد على دخول الجنة لمن استحق دخولها بسبب أعماله الصالحة.
الخلاصة
الصدقة هي من العبادات التي يُحبها الله تعالى، ولها العديد من الثمار والمنافع العظيمة، منها ما هو دنيوي ومنها ما هو أخروي.
ومن أهم ثمار الصدقة تنمية المال، ودفع البلاء، وجلب الرزق، وشفاء المرضى، وزيادة الحسنات، وتخفيف العذاب، ودخول الجنة.
لذا ينبغي على المسلم أن يحرص على التصدق بقدر استطاعته، وأن يجعلها من العادات اليومية المُستمرة، لكي ينال ثوابها العظيم في الدنيا والآخرة.