وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين

وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين

مقدمة

تُعد الآية الكريمة “وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين” من الآيات القرآنية ذات الدلالة العميقة التي تُبين حقيقة الاختيار الإنساني ودوره في الحياة، إذ تُؤكد هذه الآية على أن إرادة الله هي المُحركة لكل شيء في هذا الكون، وأن إرادة الإنسان لا يمكن أن تكون مُستقلة عن إرادة الله.

ما المقصود بالإرادة؟

الإرادة هي القدرة على اختيار الفعل أو تركه، وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحرية والمسؤولية. لدى الإنسان القدرة على اختيار أفعاله والتأثير على مسار حياته، لكن هذا الاختيار ليس مطلقًا، بل هو محكوم بإرادة الله التي هي أعلى وأشمل من إرادة الإنسان.

إرادة الله الشاملة

تُشير الآية الكريمة إلى أن إرادة الله شاملة، أي أنها تشمل كل شيء في الكون، بما في ذلك أفعال الإنسان. هذا يعني أن كل ما يحدث في الكون، سواء كان خيرًا أو شرًا، يحدث وفقًا لإرادة الله.

إرادة الإنسان الجزئية

على الرغم من أن إرادة الله هي المُسيطرة، إلا أن للإنسان إرادة جزئية يُمكنه من خلالها اختيار أفعاله. هذه الإرادة الجزئية تعمل في نطاق الإرادة الإلهية الشاملة، ولا يمكن أن تتجاوزها.

التوفيق بين الإرادتين

قد يبدو للوهلة الأولى أن هناك تناقضًا بين الإرادتين الإلهية والإنسانية، لكن الإسلام يرى أن هناك توافقًا بينهما. إرادة الله هي المُهيمنة، لكنها لا تلغي إرادة الإنسان. فالإنسان لديه القدرة على الاختيار، لكن خياراته يجب أن تكون متوافقة مع إرادة الله.

المسؤولية الإنسانية

رغم أن إرادة الله هي المُحركة لكل شيء، إلا أن الإنسان مسؤول عن أفعاله. هذا لأنه يمتلك إرادة جزئية يُمكنه من خلالها اختيار ما هو خير وما هو شر.

العلاقة بين الإرادة المشيئة

المشيئة هي ما يُريده الله أن يحدث. والإرادة هي اختيار الإنسان لما يريد فعله. وكما ذكرنا سابقًا، فإن إرادة الإنسان يجب أن تتوافق مع مشيئة الله. وإذا كانت إرادة الإنسان متوافقة مع مشيئة الله، فإن الله يُيسر له تحقيقها.

الخلاصة

تُذكرنا الآية الكريمة “وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين” بأن إرادة الله هي المُحركة لكل شيء في الكون، وأن إرادة الإنسان محكومة بإرادة الله. ورغم ذلك، فإن للإنسان إرادة جزئية يُمكنه من خلالها اختيار أفعاله. ومن خلال التوفيق بين الإرادتين الإلهية والإنسانية، يُمكن للإنسان أن يحقق أهدافه ويتحمل مسؤولية أفعاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *