اللهم لا اعتراض
إنّ الإنسان في حياته يمرّ بتجارب كثيرة، منها السعيدة ومنها الحزينة، وقد يتعرض لبعض الأحداث التي لا يحبّها أو يتمنّاها، فيسخط عليها، وقد يعترض على حكم الله وقضائه، ولا يعلم أن اعتراضه على قضاء الله ليس إلّا جهلاً بالله تعالى، وعدم معرفة بحكمته.
ما هو معنى الاعتراض على قضاء الله؟
الاعتراض على قضاء الله هو عدم الرضا بما قدّر الله للإنسان، وطلب تغيير ذلك، وهذا يدل على عدم الثقة بالله تعالى، وعدم الإيمان بحكمته، فالله تعالى خلق الإنسان ويعلم ما ينفعه وما يضره، وهو الأرحم لعباده، فهو لا يقدّر للإنسان إلّا ما فيه الخير له.
لماذا يجب ألا يعترض الإنسان على قضاء الله؟
لأن الاعتراض على قضاء الله تعالى فيه مخالفات كثيرة، منها:
- هو اعتراض على حكم الله تعالى، وهذا يدل على عدم الإيمان بالله، وعدم التسليم لحكمه وقضائه، وهذا من أسباب الشرك.
- هو يقلل من ثقة الإنسان بالله تعالى، ويجعله يظن أن الله تعالى لا يقدر على تغيير ما كتبه له.
- هو يزيد من هم الإنسان وغمه، ويجعله يعيش في حالة من القلق وعدم الراحة.
ما هي فوائد الرضا بقضاء الله؟
للرضا بقضاء الله تعالى فوائد كثيرة، منها:
- يزيد من ثقة الإنسان بالله تعالى، ويوطّن قلبه على محبّة الله تعالى.
- يطمئن قلب الإنسان، ويعيش في حالة من السعادة والراحة، لأن قلبه يحب ما كتبه الله له.
- يجعل الإنسان أكثر تقبلاً للاختبارات والابتلاءات، فيصبر عليها، ويحتسبها عند الله تعالى.
كيف يكون الرضا بقضاء الله؟
يكون الرضا بقضاء الله تعالى بأن يعلم الإنسان أن الله تعالى هو الأرحم به من نفسه، وهو الذي خلق الإنسان، ويعلم ما فيه الخير له، ولذلك يجب على الإنسان أن يسلم لحكم الله تعالى وقضائه، ويتيقّن أن الله تعالى لا يقدر له إلّا ما فيه الخير.
ما هي آثار الرضا بقضاء الله؟
للرّضا بقضاء الله تعالى آثار كثيرة، منها:
- تزداد منزلته عند الله تعالى، ويحبّه الله تعالى، لأنّ من يحبّ الله تعالى يرضى بقضائه وقدره.
- يعيش الإنسان في راحة واطمئنان، ولا يحزن على ما فاته، ولا يفرح بما أتاه، لأنه يعلم أن الله تعالى يعطي ويمنع بحكمته.
- يكون الإنسان أكثر قبولاً للاختبارات والابتلاءات، فيصبر عليها، ويحتسبها عند الله تعالى.
كيف يصل الإنسان إلى درجة الرضا بقضاء الله؟
للوصول إلى درجة الرضا بقضاء الله تعالى يجب على الإنسان أن يتفكّر في قدرة الله تعالى، وحكمته، ورحمته، فيعلم أن الله تعالى لا يفعل شيئاً إلّا لحكمة، وأن الله تعالى هو الأرحم به من نفسه، ولذلك يجب عليه أن يقنع بما قدّر الله تعالى له، ويسلّم لحكمه وقضائه.
الخاتمة
في الختام، يجب على الإنسان أن يعلم أن الرضا بقضاء الله تعالى من أسباب السعادة والراحة في الدنيا والآخرة، وأن الاعتراض على قضاء الله تعالى جهل بالله تعالى وعدم إيمان بحكمته، ولذلك يجب على الإنسان أن يتوكل على الله تعالى، وأن يرضى بقضائه وقدره.