لنا في الله ظن لا يخيب
المقدمة:
إن الثقة بالله تعالى من أهم وأعظم ما يجب على المسلم أن يتحلى به، وهي من أصول الإيمان التي لا يتم إلا بها، ومن هنا كانت لنا في الله ظن لا يخيب أبدًا، فالله عز وجل هو الكريم الوهاب، هو الرازق المعطاء، هو اللطيف الخبير، هو الذي يعلم ما في القلوب، ويسمع ما تخفي الصدور، وهو القادر على كل شيء.
1. اليقين بنصر الله
فمن ظن بالله الخير ظنًا كريمًا لا يساوره أدنى شك، فقد ناله الخير كله. قال تعالى: وَلَن يَتِمَّ اللَّهُ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة: 32]، فمهما دبَّ اليأس في قلوبنا، أو أصابتنا الشدائد والمحن، فعزاءنا ويقيننا الكامل بأن الله تعالى معنا، فلا يمكن أن يتركنا وحيدين أبدًا.
2. التوكل على الله
فالله تعالى هو ولي المؤمنين، وهو حسبنا ونعم الوكيل. قال تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 3]، فمن استعان بالله حق الاستعانة، ووثق به وتوكل عليه، كفاه كل أمره، ويسر له طريقه، وبارك له في رزقه، وجمع له شمله، وحقق له أمنياته.
3. اللجوء إلى الله
فالله تعالى هو الملجأ والملاذ لعباده الصالحين. قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186]، فالله سبحانه وتعالى قريب منا يسمع دعاءنا، ويرى حالنا، ويعلم ما نحتاجه، ولا يرد عبدًا لجأ إليه وتضرع بين يديه.
4. الثقة بكرم الله
فالله تعالى هو الكريم المعطاء. قال تعالى: وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم: 34]، فمهما بذلنا وأعطينا، فلن نستطيع أن نوفيه حقه، ولن نستطيع أن نعطيه شيئًا لم يعطه لنا أصلًا، فالله تعالى هو منعمنا ومكرمنا، وهو الكريم الذي لا يضيع عنده أجر المحسنين.
5. الطاعة لله
فالله تعالى يحب عباده الطائعين. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222]، فطاعتنا لله تعالى هي الطريق الأقوم للتقرب منه ونيل رضاه، كما أنها تعود بالخير والمنفعة علينا في الدنيا والآخرة.
6. الصبر على ابتلاء الله
فالله تعالى يبتلي عباده المؤمنين ليمتحن صبرهم، وليكفر عنهم ذنوبهم، ويرفع درجاتهم. قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ [البقرة: 155]، فصبرنا على ابتلاءات الله تعالى يعلمنا الكثير من الدروس والعبر، ويقربنا أكثر من الله.
7. الرضا بقضاء الله
فالله تعالى هو الحكيم العليم. قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ [البقرة: 216]، فمهما واجهنا في حياتنا من ظروف وأحداث قد لا ترضينا، فعلينا أن نرضى بقضاء الله وقدره، وأن نثق بأن الله تعالى لا يريد بنا إلا الخير.
الخاتمة:
لنا في الله ظن لا يخيب أبدًا، فالله تعالى هو الرحيم الودود، هو الغفور الرحيم، هو المجيب الدعاء، هو قريب منا يسمعنا ويرانا، وهو معنا في كل وقت وحين، لا يتركنا ولا ينسانا، فتوكلوا على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.