يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا خفي الألطاف، يا غافر الذنوب، يا ودود يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الأعظم وبأسمائك الحسني التي لا يعلمها إلا أنت، أن تنجينا مما نخافه ومما نتقي.
لطف الله خفي
يا خفي الألطاف، أنت اللطيف الخبير الذي يرانا ولا نراه، ويعلم ما نخفيه وما نُظهر، أنت الذي تدبر أمورنا وتقلب أحوالنا، فأنت القادر على أن تنقذنا مما نخاف، وأن تنجينا من كل مكروه.
فالله لطيف بعباده، يعلم خائفتهم ومخاوفهم، ويعلم ما في قلوبهم من هموم وأحزان، ويقول تعالى: وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
فالله وحده هو القادر على كشف الضر، وهو وحده هو القادر على جلب الخير، وهو الذي يقول: لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
أنواع المخاوف
يا خفي الألطاف، إننا نخاف من أشياء كثيرة، فمن خوف المرض، وخوف الفقر، وخوف الفشل، وخوف الموت، وخوف المستقبل، وخوف الظلم، وخوف الأحبة، وخوف الفقد، ولكن يا رب، أنت تعلم أننا لا نملك إلا الدعاء إليك.
فالله وحده هو الذي يعلم ما يخفيه الناس في قلوبهم، وهو وحده القادر على إزالة الخوف وإحلال الأمن والسلام، وهو القائل: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.
فإذا ذكرنا الله وقمنا بالعبادات التي أمرنا بها، فإن قلوبنا ستطمئن وتزول عنها المخاوف والهموم، وسنكون في أمان تحت ظل رحمته تعالى.
الغفران والنجاة
يا خفي الألطاف، إننا نستغفرك من جميع ذنوبنا، ونطلب منك العفو والعافية، فإننا لا نملك إلاك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
فالله غفور رحيم، يغفر الذنوب ويعفو عن المسيئين، ويقول تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.
فإذا استغفرنا الله وتبنا إليه، فإننا ننجو من عذابه ونحظى برحمته ورضوانه، وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا.
الصبر والتسليم
يا خفي الألطاف، إننا نصبر على ابتلائك ونرضى بقضائك وقدرك، لأننا نعلم أنك لا تفعل إلا ما فيه الخير لعبادك.
فالله محيط بعباده، عالم بهم وبأحوالهم، وهو الذي يقدر لهم ما فيه خيرهم، ولو علموا الغيب لرضوا بقضاء الله وقدره، وقال تعالى: عَلِمَ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ وَمَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ.
فإذا صبرنا على ابتلاء الله لنا وتسليمنا بقضائه وقدره، فإننا نكون من الفائزين، ونكون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه.
الدعاء
يا خفي الألطاف، إننا ندعوك ونلجأ إليك، نسألك أن تنقذنا مما نخافه وأن تنجينا من كل مكروه، وأن تحفظنا بعينك التي لا تنام.
فالله سميع مجيب، يجيب دعاء المضطرين، ويقول تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.
فإذا دعونا الله وأخلصنا له النية، فإننا نكون على يقين من إجابة دعائنا، لأن الله لا يخلف وعده، وهو القائل: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ.
الثقة بالله
يا خفي الألطاف، إننا نثق بك ونتوكل عليك، لأنك أنت حسبنا ونعم الوكيل، أنت الذي تقدر على كل شيء.
فالله هو القادر على كل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو القائل: إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
فإذا وثقنا بالله وتوكلنا عليه، فإننا نكون في أمان وحفظ، لأن الله لا يضيع من توكل عليه، وهو القائل: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.
ختام
يا خفي الألطاف، إننا نلجأ إليك في كل أحوالنا، نسألك أن تحفظنا وتعيننا وتنجينا مما نخافه، وأن تجعلنا من عبادك الصادقين المخلصين.
فالله هو وحده القادر على إزالة الخوف وإحلال الأمن والسلام، وهو الذي يقول: فَإِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ.
فالله هو العالم بكل شيء، وهو القريب المجيب، وهو حسبنا ونعم الوكيل، فنسأله سبحانه وتعالى أن يحفظنا ويحفظ علينا ديننا ودنيانا وآخرانا إنه سميع مجيب.