أخي الغالي ربي يحفظك
كلمات بسيطة حملت معها معانٍ كبيرة وأمنيات صادقة، حيث يعتبر الاهتمام الأسري والحب والترابط بين الأخوة من أهم الروابط التي تؤثر بدرجة كبيرة في شخصية وإيجابية الفرد، فالأخ هو السند وهو الصديق وهو الرفيق الذي يقف إلى جانبك في كل وقت، لذلك يجب أن نحرص على إظهار مشاعر الحب والامتنان تجاه إخواننا.
الاخوة بركة من الله تعالى
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا”، حيث أن المؤمنين هم إخوة في دين واحد ورسالة واحدة، يتعاونون على البر والتقوى ويساعدون بعضهم البعض، فإذا شعر أحد الأخوة بالحزن أو التعب، وقف بقية الإخوة بجانبه حتى يتخطى هذه الفترة الصعبة.
كما أن الأخوة نعمة كبرى من الله تعالى، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا”، فالأخوة هي رابطة قوية يجب أن نحافظ عليها، وأن نبتعد عن الفرقة والتشتت.
وللأخوة فوائد عديدة تعود على الفرد والمجتمع، فهي تحمي الفرد من الشعور بالوحدة والعزلة، وتشعره بالأمان والسعادة والاطمئنان، وتساعده على مواجهة صعوبات الحياة والتغلب عليها.
الاخوة في القرآن الكريم
حثنا الله تعالى في القرآن الكريم على الإحسان إلى الإخوان، فقال تعالى: “وَأَحْسِنُوا إِلَى الْإِخْوَانِ”، كما رغبنا الله تعالى في الأخوة وأمرنا أن ندعو الله عز وجل أن يوفقنا في إخوان صالحين، فقال تعالى: “وَاجْعَلْ لِي وَلِيًّا مِنْ أَهْلِي”، وأيضًا قال تعالى: “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”.
وقد ضرب الله تعالى في القرآن الكريم عدة أمثلة للصالحين الذين تحابوا في الله تعالى، مثل أخوة سيدنا يوسف – عليه السلام -، وأخوة سيدنا موسى – عليه السلام -، وأخوة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم -، فكانوا جميعًا متحابين في الله تعالى، يتعاونون على البر والتقوى.
كما أن القرآن الكريم جعل الأخوة سببًا لدخول الجنة، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يُوَدُّونَ أَنْ لَوْ كَانَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا أُوتِيَ مُحَمَّدٌ قُلْ إِنْ أَحْبَبْتُمُ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”، فإذا أحببنا الله تعالى واتبعنا سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم -، أحبنا الله تعالى وأدخلنا جناته.
الاخوة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرص على الأخوة بين صحابته، فكانوا متحابين ومخلصين لبعضهم البعض، وكانوا يقفون إلى جانب بعضهم البعض في السراء والضراء، وقد روي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا”، كما قال – صلى الله عليه وسلم -: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرص على إزالة أسباب الفرقة والشقاق بين المسلمين، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا”، وكان – صلى الله عليه وسلم – يوصي أصحابه بالمحبة والإخوة، فقد روى عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: “أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “أحبوا الصالحين، وقاربوا علماءهم، وتعلموا من حكماءهم، فإن محبتهم عبادة، ومقاربتهم قربة، وتعلم الحكمة من حكماءهم عبادة”.
وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرى أن الأخوة لا تقتصر على أقارب الدم، بل يمكن أن تكون الأخوة في الدين والعقيدة، فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: “أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة”.
الاخوة في الإسلام
الإسلام دين المحبة والإخوة، حيث إنه يحض على التآلف والتكاتف بين المسلمين، ويحثهم على التراحم والإحسان، لذلك فإن الأخوة في الإسلام هي أخوة عقيدة وهدف مشترك، وهي فوق كل اعتبارات النسب واللون واللغة.
وقد ذكر العلماء شروطًا للأخوة في الإسلام، منها: أن يكون الأخان مسلمين، وأن يتحابا في الله تعالى، وأن يتعاونا على الخير والتقوى، وأن يتناصحا ويدعو كل منهما الآخر إلى الحق، وأن يتسامحا ويعفوا عن بعض أخطائهما، وأن لا يكون بينهما مفسدة أو ضرر.
وفي المقابل، ذكر العلماء مفسدات الأخوة في الإسلام، منها: الكذب والغيبة والنميمة، والحسد والرياء، والخيانة والقطع، لذلك يجب على الأخوة في الإسلام الحذر من هذه الأمور والابتعاد عنها.
الاخوة بين الاقارب
الاخوة بين الأقارب من أقوى أنواع الأخوة، حيث إنهم تربوا معًا وعاشوا في بيت واحد، وربما يجمعهم روابط الدم والأرحام، لذلك فإن الأخوة بين الأقارب يجب أن تكون أقوى وأمتن من أي نوع آخر من الأخوة.
وللأخوة بين الأقارب فوائد عديدة، منها: أنها تحفظ الأرحام وتصلها، وتزيد من المحبة والتعاون بين أفراد العائلة، كما أنها تساعد على رعاية وحماية الأطفال والشيوخ، وتحفظ العائلة من الفرقة والشتات.
وحتى تحافظ الأخوة بين الأقارب على قوتها يجب أن تبنى على أسس متينة من الحب والاحترام والتسامح، وأن يتجنب الأخوة الغيبة والنميمة، وأن يتحملوا أخطاء بعضهم البعض، وأن يغفروا لبعضهم البعض، وأن يتعاونوا على البر والتقوى.
حق الاخوة في الاسلام
للأخوة حق كبير في الإسلام، حيث يجب على الأخ أن يحفظ أخاه ويصونه، وأن يراعي مشاعره وحقوقه، وأن يدافع عنه ويقف إلى جانبه في كل وقت.
وقد ذكر العلماء عدة حقوق للأخوة في الإسلام، منها: حق النصيحة، وحق الدعاء، وحق الزيارة، وحق الصدقة، وحق الإرث، وحق العفو والصفح، لذلك يجب على الأخوة مراعاة هذه الحقوق حتى تدوم الأخوة وتقوى.
وإذا توفي أحد الأخوة، فإن على أخيه أن يحرص على أداء حقوقه كاملة، مثل أداء ديونه، وصلاة الجنازة عليه، وتوزيع تركته بين ورثته، ودعاء الله تعالى له بالمغفرة والرحمة.
فالاخوة شجرة طيبة وارفة الظلال
وللأخوة فوائد عديدة تعود على الفرد والمجتمع، حيث إنها تحمي الفرد من الشعور بالوحدة