دعاء المظلوم من القرآن
يُعَدُّ الدعاء من أهم وأفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ويسأله من فضله، كما أنه يعتبر سلاحًا للمؤمنين يلجأون إليه عند الشدائد، ويشتد وقع الدعاء ويستجاب بسرعة حين يكون من مظلوم، ذلك لأن دعاء المظلوم يعتصم به الملائكة ويصعد إلى السماء حتى يبلغ عرش الرحمن، فالله -سبحانه وتعالى- يرفع الظلم عن العباد ويثيب من صبر على أذى الظالمين، ومن خلال ما يلي سوف نستعرض معكم مجموعة من الأدعية الواردة بالقرآن لمن تعرض للظلم:
أدعيه المظلوم من القرآن
يا رب انتقم ممن ظلمني
قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ، جَزَاؤُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى: 39-40].
يقول الله تعالى في سورة الشورى: “والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون” أي إذا ظلموا وقُهر عليهم فإنهم ينتصرون لأنفسهم ويطلبون حقهم بالطرق المشروعة، فمن حق المظلوم أن ينتقم من ظالمه، ومن حقه أن يطلب حقه ومظلمته من ظالمه بكل الوسائل المشروعة المباحة، فإذا عجز عن الأخذ بحقه بنفسه فليرفع أمره إلى الحاكم أو إلى الجهات المختصة التي تنصفه من الظالم.
ويقول الله تعالى: “جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين” فبيّن الله تعالى أن جزاء السيئة هو مثلها، فمن ظلمك أو أساء إليك فلك أن تنتقم منه وتكافئه بمثل ما فعل، ولكن إن عفوت عنه وأصلحت فلك أجر عظيم عند الله.
ربي لا تجعلني في قوم الظالمين
قال تعالى: وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى [طه: 77].
يقول الله تعالى في سورة طه: “ولقد أوحينا إلى موسى أن أسري بعبادي فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا لا تخاف دركًا ولا تخشى”.
ويكون ذلك عندما يدعو المظلوم ويقول: “ربي لا تجعلني في قوم الظالمين” فيستجيب الله تعالى لدعائه، ويحميه من الظالمين وينقذه من شرهم.
اللهم اكفني ظلم الظالمين
قال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ ظَلَمُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَتَّبِعُونَا وَنَغْفِرْ لَكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [غافر: 42].
يقول الله تعالى في سورة غافر: “وقال الذين ظلموا للذين آمنوا اتبعونا نغفر لكم ما كنتم تعملون”.
عندما يدعو المظلوم ويقول: “اللهم اكفني ظلم الظالمين” يستجيب الله تعالى لدعائه، ويكفيه شر الظالمين وينصره عليهم.
اللهم أرني فيهم يوم القيامة ضعفاء
قال تعالى: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الزمر: 39].
يقول الله تعالى في سورة الزمر: “ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون”.
ويدعو المظلوم ربه ويقول: “اللهم أرني فيهم يوم القيامة ضعفاء” فيستجيب الله تعالى لدعائه، ويجعله يوم القيامة قويًا منصورًا ويجعل الظالمين ضعفاء مهانين.
اللهم سلط عليّ من هو أقوى منهم
قال تعالى: فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف: 64].
يقول الله تعالى في سورة يوسف: “فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين”.
فيدعو المظلوم ربه ويقول: “اللهم سلط عليّ من هو أقوى منهم” فيستجيب الله تعالى لدعائه، ويسلط عليه من هو أقوى من الظالمين ينصره ويرد عنه شر الظلم.
اللهم خذ لي حقي
قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة:194].
يقول الله تعالى في سورة البقرة: “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين”.
ويكون ذلك من خلال أن يدعو المظلوم ربه ويقول: “اللهم خذ لي حقي” ويطلب منه أن ينصره على الظالمين ويأخذ له حقه منهم.
خاتمة
وفي ختام هذه المقالة نكون قد ذكرنا جزء من أدعية المظلوم الواردة في القرآن الكريم، وهي قليلة بالنسبة لما هو موجود بالقرآن والسنة النبوية الشريفة.