هل دخول الحمام ينقض الوضوء؟
الوضوء هو أحد الفرائض التي أمرنا الله -عز وجل- بها قبل كل صلاة، وهو شرط من شروط صحة الصلاة، ومن ثم كثر السؤال عن ما يبطل الوضوء ويفقده، ومن هذه الأسئلة الشائعة: هل دخول الحمام ينقض الوضوء؟
ما هو دخول الحمام؟
اختلف الفقهاء في تعريف دخول الحمام، فمنهم من قال بأنه دخول موضع الاستنجاء لقضاء الحاجة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، ومنهم من قال بأنه دخول الخلاء بغرض الاستنجاء فقط.
حكم دخول الحمام بالنسبة للوضوء
اتفق جمهور الفقهاء على أن دخول الحمام لا ينقض الوضوء في حد ذاته، سواء كان لقضاء الحاجة أم للاستنجاء فقط، إلا أن الخروج من الحمام بعد قضاء الحاجة -وإن كان بالاستنجاء- ينقض الوضوء.
دلائل عدم نقض دخول الحمام للوضوء
– قول الله تعالى: (وإن كنتم جنبا فاطهروا)، وهذا يدل على أن خروج النجاسة هو الذي ينقض الوضوء، لا دخول الخلاء.
– عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته في الخلاء، ثم يرجع إلى أصحابه ولا يتوضأ”، وفي رواية: “لا ينصرف حتى يتوضأ”. وهذا يدل على أن الوضوء لا ينتقض بدخول الخلاء، وإنما ينتقض بخروج النجاسة.
حالات ينتقض فيها الوضوء بدخول الحمام
ينتقض الوضوء بدخول الحمام في الحالات الآتية:
- خروج الغائط أو البول، ولو كان قليلاً.
- خروج الريح من الدبر.
- لمس القبل أو الدبر، أو الاستنجاء بغير الحجارة ونحوها.
حكم من شك في نقض وضوئه بدخول الحمام
من شك في نقض وضوئه بدخول الحمام، فإنه يبني على اليقين، فلا يتوضأ، لأن الأصل بقاء الطهارة، ولا يزول إلا بيقين.
حكم من توضأ بعد دخول الحمام ثم شك في خروج شيء ينقض الوضوء
من توضأ بعد دخول الحمام، ثم شك في خروج شيء ينقض الوضوء، فإنه لا يلتفت إلى هذا الشك، ويصلي بوضوئه، لأن الأصل بقاء الطهارة.
الخاتمة
دخول الحمام في حد ذاته لا ينقض الوضوء، وإنما ينتقض الوضوء بخروج النجاسة، سواء كان ذلك في الحمام أو خارجه، وعليه فإن من دخل الحمام لقضاء حاجته، ثم خرج ولم يخرج منه شيء ينقض الوضوء، فإن وضوءه صحيح ولا يحتاج إلى إعادة الوضوء.