الله الكريم ربي
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين، الله الكريم الذي وسعت رحمته كل شيء، هو وحده الغني الحميد حكيم عليم جواد كريم، وهو القائل في محكم آياته: “وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى الْأَغْنِيَاء”
من أسماء الله الحسنى (الكريم)، وهو وصف جامع لجميع معاني الكرم والجود والعطاء بلا حدود، وهو من أسمائه المتفرد بها، وصفه سبحانه بأنه “الكريم” في أكثر من موضع في القرآن الكريم، منها:
“وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى الْأَغْنِيَاءِ” (فاطر: 15)
“يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ” (العنكبوت: 56)
“وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ” (الذاريات: 58)
صفات الله الكريم
واسع الكرم
الكريم هو الذي يعطي الكثير دون انتظار مقابل، وهو الودود المحب لعباده، ومن مظاهر كرمه على عباده أن خلقهم في أحسن تقويم وكرمهم بالرزق والعافية والعقل…
ومن صور كرم الله الواسع:
إنزال المطر وسقيا النبات وإحياء الأرض بعد موتها
خلق النبات والحيوان لانتفاع الإنسان
تسخير الكون للإنسان وما عليه من نعم الظاهر والباطن
وانظر إلى ما قاله ابن القيم في كتابه مدارج السالكين “فإن الله أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأرحم الراحمين..”
لا يمن على عباده بكرمه
الكريم لا يتفضل على عباده بكرمه، بل هو يعطيهم من فضله دون أن ينتظر منهم شكرًا أو مقابلاً، ومن مظاهر كرمه على عباده أنه لا يؤاخذهم على تقصيرهم في شكره وطاعته..
ويقول ابن تيمية في كتابه درء تعارض العقل والنقل “أن الله تعالى كريم جواد يحب الكرم والجود، ومن أعظم آياته كرمه وجوده على عباده”
ولما نزل قوله تعالى: “وما بكم من نعمة فمن الله” قال النبي -صلى الله عليه وسلم- “بل من الله وحده لا شريك له، فإنه هو الجواد الكريم”
لا ينقصه عطاؤه
الكريم هو الذي لا ينقصه عطاؤه، بل كلما أعطى زاد كرمه وجوده، ومن مظاهر كرمه على عباده أنه يرزقهم من حيث لا يحتسبون ويغنيهم بعد فقرهم ويرفعهم بعد ذلهم..
يقول ابن كثير في تفسيره للقرآن الكريم “أن من أسمائه الحسنى الكريم والمتكرم والتوّاب والمنّان..”
ويقول الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين “فالله تبارك وتعالى كريم جواد، وكرمه وجوده يقتضي بسط الرزق على عباده وإنزال الخيرات عليهم”
واسع المغفرة
الكريم هو الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب، ومن مظاهر كرمه على عباده أنه يتوب عليهم ويغفر لهم ذنوبهم مهما عظمت، ولو تاب العبد إليه توبة نصوحة تاب عليه وقبل منه..
يقول ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم “أن من أسمائه الحسنى الكريم والكريم هو العفو عن الذنوب”
ويقول ابن حجر في كتابه فتح الباري “أن الكريم هو العفو عن الذنوب”
متفضل على عباده
الكريم هو الذي يتفضل على عباده بنعمه دون أن يستحقوها، ومن مظاهر كرمه على عباده أنه خلقهم وهداهم إلى الإسلام ورزقهم من حيث لا يحتسبون..
يقول النووي في كتابه شرح صحيح مسلم “أن من أسمائه الحسنى الكريم والكريم هو المنعم المتفضل”
ويقول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين “فالله أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأرحم الراحمين..”
محبب إلى عباده
الكريم هو الذي يحبه عباده، ومن مظاهر كرمه على عباده أنه يحبهم ويحب أن يعبدوه ويذكروه، وهو يحب التوابين ويحب المتقين…
يقول القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن “أن من أسمائه الحسنى الكريم وهو المحبوب إلى خلقه”
ويقول ابن حجر في كتابه فتح الباري “أن الكريم هو المحبوب إلى خلقه”
جواد كريم
الكريم هو الذي يعطي الكثير من غير مقابل، ومن مظاهر كرمه على عباده أنه يجود عليهم بنعمه الظاهرة والباطنة، ويجود عليهم برحمته ومغفرته…
يقول الراغب الأصفهاني في كتابه مفردات ألفاظ القرآن “أن الكريم هو الجواد الكثير العطاء”
ويقول ابن منظور في كتابه لسان العرب “أن الكريم هو الكثير العطاء”
فضائل معرفة الله الكريم
حب الله الكريم
معرفة الله الكريم تجعل العبد يحبه ويتقرب إليه، ومن أحب الله أحبه الله، وأحبه الناس…
يقول ابن تيمية في كتابه درء تعارض العقل والنقل “أن الله تعالى كريم جواد يحب الكرم والجود، ومن أعظم آياته كرمه وجوده على عباده”
ولما نزل قوله تعالى: “وما بكم من نعمة فمن الله” قال النبي -صلى الله عليه وسلم- “بل من الله وحده لا شريك له، فإنه هو الجواد الكريم”
الشكر لله الكريم
معرفة الله الكريم تجعل العبد يشكره على نعمه، والشكر لله تعالى يوجب المزيد من النعم…
يقول ابن كثير في تفسيره للقرآن الكريم “أن من أسمائه الحسنى الكريم والمتكرم والتوّاب والمنّان..”
ويقول الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين “فالله تبارك وتعالى كريم جواد، وكرمه وجوده يقتضي بسط الرزق على عباده وإنزال الخيرات عليهم”
الثقة بالله الكريم
معرفة الله الكريم تجعل العبد يثق به، ومن وثق بالله كفاه الله كل شيء…
يقول ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم “أن من أسمائه الحسنى الكريم والكريم هو العفو عن الذنوب”
ويقول ابن حجر في كتابه فتح الباري “أن الكريم هو العفو عن الذنوب”
كيف نتقرب إلى الله الكريم
عبادة الله الكريم
أفضل ما نتقرب به إلى الله الكريم عبادته وحده لا شريك له، والإخلاص له في القول والعمل…
يقول النووي في كتابه شرح صحيح مسلم “أن من أسمائه الحسنى الكريم والكريم هو المنعم المتفضل”
ويقول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين “فالله أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأرحم الراحمين..”
شكره على نعمه
الشكر لله الكريم على نعمه من أفضل العبادات وأحبها إليه، والشكر يكون بالقلب واللسان والعمل…
يقول القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن “أن من أسمائه الحسنى الكريم وهو المحبوب إلى خلقه”
ويقول ابن حجر في كتابه فتح الباري “أن الكريم هو المحبوب إلى خلقه”
التوكل عليه
التوكل على الله الكريم عب