ادعوك ربي كما امرت تضرعا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فضل الدعاء
إن الدعاء هو من العبادات العظيمة، والتي لها فضل كبير وثواب جزيل، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء، فقال سبحانه: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) [غافر: 60].
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدعاء هو العبادة) [ترمذي].
ومن فوائد الدعاء أنه سبب في:
- قضاء الحوائج.
- رفع البلاء.
- كشف الهم والحزن.
آداب الدعاء
ولكي يُستجاب الدعاء، يجب أن يتحقق فيه مجموعة من الآداب، منها:
- الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء موجهًا لله وحده، لا يُشرك معه أحدًا.
- اليقين بالإجابة: أن يوقن الداعي بأن الله تعالى قادر على إجابة دعائه، وسيستجيب له.
- الحضور التام: أن يكون الداعي حاضر القلب والبدن، موقنًا بما يدعو به.
أوقات استجابة الدعاء
هناك أوقات مستحبة للدعاء، يُرجى فيها إجابة الدعاء، منها:
- وقت السحر: هو آخر الليل، قبل أذان الفجر.
- وقت الدعاء بعد الصلوات المفروضة: خصوصًا بعد صلاة الفجر.
- وقت الدعاء عند نزول المطر: وهو من الأوقات المباركة.
أدعية مأثورة مستجابة
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية مأثورة، يُرجى فيها استجابة الدعاء، منها:
- دعاء سيد الاستغفار: “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.”
- دعاء سيد الاستخارة: “اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب.”
- دعاء عند الكرب: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.”
الدعاء في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم العديد من الأدعية النبوية، التي دعا بها الأنبياء والصالحون، منها:
- دعاء سيدنا نوح عليه السلام: “رب اغفر لي ولولدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات”
- دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: “ربنا هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء”
- دعاء سيدنا يوسف عليه السلام: “ربي السجن أحب إلي مما يدعونني إليه”
الدعاء في أحاديث النبي ﷺ
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في فضل الدعاء وآدابه، منها:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر رفع يديه إلى السماء، يقول: “اللهم إليك المشتكى وعليك التوكل وأنت المستعان”
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استعاذ استعاذ بالله، وإذا دعا دعا الله”
خاتمة
الدعاء من العبادات العظيمة التي حثنا الله ورسوله عليها، والتي لها فضل كبير وثواب جزيل، ويستحب الإكثار من الدعاء في كل وقت وحين، خصوصًا في الأوقات المستحبة، والإخلاص لله تعالى واليقين بالإجابة، والالتزام بآداب الدعاء.
نسأل الله تعالى أن يستجيب دعاءنا، ويقضي حوائجنا، ويكشف عنا الهم والحزن.