يارب اختر لي ولا تخيرني
إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده هي نعمة الاختيار، حيث أعطانا الله تعالى القدرة على اختيار ما نشاء من أفعال وأقوال، إلا أن هذه النعمة قد تكون نقمة في بعض الأحيان، خاصة عندما يتعلق الأمر باختيار أمور مصيرية وحاسمة في حياتنا، فقد نجد أنفسنا في حيرة وتردد وعدم القدرة على اتخاذ قرار صحيح، خاصة عندما تكون الخيارات متعددة ومتشابهة، وهنا يأتي دور اللجوء إلى الله تعالى، والدعاء له بأن يختار لنا ما هو خير لنا، وهو ما يعبر عنه المسلمون بالدعاء الشهير: “يارب اختر لي ولا تخيرني”.
لماذا ندعو الله تعالى بأن يختار لنا؟
هناك العديد من الأسباب التي تدفعنا إلى أن ندعو الله تعالى بأن يختار لنا، ومن أهم هذه الأسباب:
- العجز عن اتخاذ القرار الصحيح: قد نجد أنفسنا في مواقف تكون فيها الخيارات متعددة ومتشابهة، ولا نستطيع أن نجزم بأن أيًا منها هو الأفضل لنا، وفي هذه الحالة نلجأ إلى الله تعالى طالبين منه أن يختار لنا ما هو خير لنا، فهو سبحانه وتعالى يعلم ما لا نعلم، ويحيط بكل شيء علمًا.
- الخوف من عواقب الاختيار الخاطئ: فكما أن الاختيار الصحيح قد يكون له عواقب إيجابية في حياتنا، فإن الاختيار الخاطئ قد يكون له عواقب وخيمة، وقد يؤدي إلى الندم والحسرة، لذلك ندعو الله تعالى أن يجنبنا عواقب الاختيار الخاطئ، وأن يختار لنا ما فيه خير لنا.
- الثقة في اختيار الله تعالى: فنحن على يقين بأن الله تعالى هو الأعلم بمصلحتنا، وأنه لن يختار لنا إلا ما فيه خير لنا، لذلك نلجأ إليه راجين منه أن يختار لنا ما هو خير لنا، ونرفع أكف الضراعة إليه طالبين منه أن يلهمنا الصواب، وأن ييسر لنا الاختيار الأفضل.
كيف ندعو الله تعالى بأن يختار لنا؟
لا يوجد دعاء مخصص يدعو فيه العبد ربه بأن يختار له، لكن يمكننا أن ندعو بأي دعاء نريده، المهم هو أن يكون الدعاء خالصًا من القلب، وأن يكون مقرونًا باليقين والثقة في أن الله تعالى سيستجيب لدعائنا، ومن الأدعية التي يمكن أن ندعو بها:
- “يارب اختر لي ولا تخيرني”
- “اللهم إنك تعلم ما لا أعلم، فاختر لي ما هو خير لي في ديني ودنياي وآخرתי”
- “اللهم اجعل اختياري اختيارك، وارزقني الرضا بقضائك”
من فوائد الدعاء بأن يختار الله تعالى لنا
هناك العديد من الفوائد التي تعود على العبد من دعائه بأن يختار الله تعالى له، ومن أهم هذه الفوائد:
- راحة البال والطمأنينة: عندما ندعو الله تعالى بأن يختار لنا، نشعر براحة بال وطمأنينة، لأننا نضع ثقتنا فيمن يعلم ما لا نعلم، ونؤمن بأن الله تعالى سيختار لنا ما هو خير لنا، وهذا الشعور بالراحة والطمأنينة يعطينا القوة والعزيمة لمواجهة تحديات الحياة.
- الوقاية من عواقب الاختيار الخاطئ: عندما ندعو الله تعالى بأن يختار لنا، نكون قد اتخذنا خطوة مهمة في الوقاية من عواقب الاختيار الخاطئ، لأننا نطلب من الله تعالى أن يجنبنا عواقب الاختيار الخاطئ، وأن يلهمنا الصواب في اختيارنا.
- تقوية العلاقة مع الله تعالى: إن الدعاء بأن يختار الله تعالى لنا هو دليل على أننا نثق في الله تعالى، وأننا نؤمن بأنه هو الأعلم بمصلحتنا، وهذا يقوي علاقتنا مع الله تعالى، ويجعلنا أكثر قربًا منه.
متى ندعو الله تعالى بأن يختار لنا؟
يمكننا أن ندعو الله تعالى بأن يختار لنا في أي وقت، إلا أن هناك بعض الأوقات التي يكون فيها الدعاء أكثر أهمية، ومن أهم هذه الأوقات:
- عند اتخاذ قرارات مصيرية: مثل اختيار شريك الحياة، أو اختيار مهنة، أو اختيار مكان العيش، وفي هذه الحالات يكون من المهم أن ندعو الله تعالى بأن يختار لنا ما هو خير لنا.
- عندما نكون في حيرة وتردد: فإذا وجدنا أنفسنا في حيرة وتردد عند اتخاذ قرار ما، يمكننا أن ندعو الله تعالى بأن يختار لنا ما هو خير لنا، وأن يلهمنا الصواب في اختيارنا.
- عندما نشعر بالخوف من المستقبل: فإذا شعرنا بالخوف من المستقبل، أو من عواقب اختيارنا، يمكننا أن ندعو الله تعالى بأن يختار لنا ما هو خير لنا، وأن يجنبنا عواقب الاختيار الخاطئ.
هل يجوز لنا أن نختار بأنفسنا بعد أن ندعو الله تعالى بأن يختار لنا؟
نعم، يجوز لنا أن نختار بأنفسنا بعد أن ندعو الله تعالى بأن يختار لنا، إلا أننا يجب أن نختار بعد أن ندعو الله تعالى ونستخيره، وأن نختار ما نراه مناسبًا لنا، وما نعتقد أنه فيه خير لنا، ولا يجوز لنا أن نلقي باللوم على الله تعالى إذا لم يعجبنا اختيارنا، أو إذا لم يكن اختيارنا هو الأفضل لنا، لأن الله تعالى لا يكره لعباده شيئًا، وهو يختار لهم ما هو خير لهم، ولكنهم هم الذين يختارون بأنفسهم ما يريدون.
الخاتمة
إن الدعاء بأن يختار الله تعالى لنا هو من الأدعية المهمة التي يجب أن يدعو بها المسلم في جميع أوقاته، فالله تعالى هو الأعلم بمصلحتنا، وهو الذي يختار لنا ما هو خير لنا، لذلك علينا أن نثق في الله تعالى، وأن نلجأ إليه طالبين منه أن يختار لنا ما هو خير لنا، وأن يجنبنا عواقب الاختيار الخاطئ، وأن يلهمنا الصواب في اختيارنا.