إن قبول الله عز وجل من الأعمال الصالحة هو مطلب كل مسلم ومسلمة، ولا بد أن يحرص كلّ فرد على تقديم أفضل الأعمال التي ينال من خلالها رضا الله تعالى، ففي هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم، تتضاعف فرصة تقبل الله عز وجل للطاعات، وينبغي على المسلم أن يغتنم هذه الفرصة وينتهزها بالتقرب إلى الله بالطاعات.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
إن تقبل الله عز وجل من الأعمال الصالحة هو علامة على رحمته الواسعة وعنايته بأوليائه، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أنّه يتقبل من عباده الصالحين، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَقْبَلُ الصَّدَقَاتِ [التوبة:104]، وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97].
ولكي يتقبل الله عز وجل من الأعمال الصالحة يجب على العبد أن يتقيد بعدة أمور، وأهمها ما يلي:
الإخلاص لله تعالى
أن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى، ولا يكون فيه شرك أو رياء، فالله تعالى لا يتقبل العمل الذي فيه شائبة من الرياء أو السمعة، قال الله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110].
أن يكون العمل مطابقاً لشرع الله تعالى، قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124]
أن يكون العمل موافقاً لأوامر ونواهي الرسول صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد” رواه مسلم.
متابعة العمل الصالح
ألا يكتفي المسلم بالعمل الصالح مرة واحدة، بل يجب عليه أن يستمر في أداءه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل” رواه البخاري ومسلم.
أن يكون العمل الصالح مستمراً، ولا يكون متقطعاً أو مؤقتاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة” رواه البخاري.
أن يكون العمل الصالح ليس فيه كسل أو ملل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يت