أحاديث نبوية عن الصبر
مقدمة
الصبر فضيلة عظيمة حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، فهو سلاح المؤمن الذي يقيه من الوقوع في المحظورات، ويجعله على الدوام راضيًا بقضاء الله وقدره، وللصبر منزلة عظيمة عند الله فله أجر عظيم وثواب جزيل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أعطي أحد عطاءً أعظم من الصبر”.
1. فضل الصبر
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان” اخرجه الطبراني في الأوسط.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “من صبر صبره الله، وما أحد صبر أفضل من صبر على فاقة أو مرض”. صحيح ابن حبان.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”. صحيح مسلم.
2. أنواع الصبر
صبر على الطاعة: وهو ملازمة العبادات والفرائض وترك المحرمات والمنكرات، وعمل الطاعات مع احتمال المشقة.
صبر على المصيبة: وهو الصبر على الأقدار المؤلمة كفقد الأحبة، والمرض، وضيق المعيشة.
صبر على المعصية: وهو ترك المعاصي مع القدرة عليها.
3. ثواب الصابرين
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “طوبى للصابرين، طوبى للصابرين، طوبى للصابرين”. رواه مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إن اللَّهَ يُحِبُّ الصَّابرينَ”. صحيح البخاري.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “من ابتلي منكم بمصيبة فليصبر، فإن الله تعالى يقول: (وبشر الصابرين)”. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
4. أسباب الصبر
الإيمان بالقدر: فالمؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن المصائب بلاء من الله، وأن من صبر واحتسب أبدله الله خيرًا مما أصابه.
التوكل على الله: فالمتوكل على الله يعلم أن الله هو الرزاق المنان، وأن كل شيء بيده، فيلجأ إليه في كل أموره ويصبر على ما أصابه.
ذكر الآخرة: فالمؤمن يذكر الجزاء العظيم الذي أعده الله للصابرين، فيصبر ابتغاء مرضاة الله وفوز جناته.
5. آثار الصبر
الراحة النفسية: فالصبر يقوي النفس ويجعلها راضية بقضاء الله، مما يؤدي إلى الراحة النفسية وطمأنينة القلب.
الأجر العظيم: فالصابر موعود بالأجر العظيم والثواب الجزيل من الله تعالى.
الفرج بعد الشدة: فالصبر مفتاح الفرج، والله لا يضيع أجر من صبر واحتسب.
6. مساعدة الآخرين على الصبر
التعاطف والمواساة: يجب على المسلمين التعاطف مع من اشتكى إليهم، ومواساتهم وتخفيف آلامهم.
التذكير بالصبر: يجب تذكير الصابرين بأحاديث النبي عن الصبر، وفضل الصبر وثوابه.
الدعاء لهم: الدعاء من أفضل ما يقدم للمحتاجين والصابرين، فنسأل الله لهم دوام الصبر والصلاح.
7. الصبر في حياة الرسول
كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس صبرًا وتحملا، فقد صبر على أذى المشركين واليهود في مكة، وصبر على حصار الأحزاب في المدينة، وصبر على مرضه وألمه حتى توفي.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أصحابه بالصبر، ويدعوهم إلى التحلي به، ويحثهم على التوكل على الله والصبر واحتساب الأجر.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في الصبر، فكان يصبر على المشقة والجوع والمرض ولا يشكو، وكان يصبر على أعدائه ولا ينتقم منهم.
خاتمة
الصبر من أهم الفضائل الإسلامية التي من شأنها أن تعين المسلم على مواجهة تحديات الحياة وصعوباتها، وهو سلوك محبب إلى الله تعالى وله أجر عظيم وثواب جزيل، ولذا فعلى المسلم أن يتحلى بالصبر في حياته ويدعو إلى التحلي به، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين المأجورين.