يعتبر الملك عبد الله شخصية بارزة في التاريخ السعودي والعربي، وقد حكم المملكة العربية السعودية لمدة 20 عامًا، من 2005 إلى 2015. وخلال فترة حكمه، شهدت البلاد تحولات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي.
نشأة الملك عبدالله
وُلد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في الرياض عام 1924. وكان الابن الثامن عشر للملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية. نشأ في بيئة محافظة وتلقى تعليمه الديني التقليدي.
في سن مبكرة، بدأ الملك عبد الله العمل في حكومة والده. وأقام علاقات وثيقة مع عدد من الشخصيات القيادية في البلاد، بما في ذلك أخيه غير الشقيق الملك فهد، الذي سيخلف والده كملك في عام 1982.
تولى الملك عبد الله عدة مناصب وزارية، بما في ذلك وزير الدفاع ووزير الحرس الوطني. وكان أيضًا رئيسًا لمجلس الوزراء، حيث لعب دورًا رئيسيًا في صنع السياسة.
توليه الحكم
في عام 2005، توفي الملك فهد، وأصبح الملك عبد الله ملكًا للسعودية. كان عمره آنذاك 81 عامًا.
كان تولي الملك عبد الله العرش بمثابة نقطة تحول في تاريخ المملكة. فقد اعتُبر أكثر انفتاحًا وتقدمية من أسلافه، وسعى إلى إدخال إصلاحات في العديد من المجالات.
أثناء حكمه، ركز الملك عبد الله على تطوير التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية. كما قام أيضًا بتعزيز دور المرأة في المجتمع، وسمح للنساء السعوديات بالمشاركة في الانتخابات البلدية.
سياسة الملك عبدالله الداخلية
تميزت سياسة الملك عبد الله الداخلية بمزيج من الإصلاح والتقاليد. فقد حرص على الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، لكنه سعى أيضًا إلى إدخال تغييرات تدريجية.
من بين الإصلاحات الرئيسية التي أدخلها الملك عبد الله إنشاء هيئة مكافحة الفساد، وتحسين نظام التعليم، وتطوير البنية التحتية. كما قام أيضًا بتعزيز دور المرأة في المجتمع، وسمح للنساء بالحصول على التعليم العالي والعمل في وظائف معينة.
لكن الملك عبد الله حرص أيضًا على الحفاظ على الهوية الإسلامية والمحافظة للبلاد. فقد دعم المنظمات الدينية وأيد تطبيق الشريعة الإسلامية في المملكة.
سياسة الملك عبدالله الخارجية
اتسمت سياسة الملك عبد الله الخارجية بالتوازن والحكمة. فقد عمل على تعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، لكنه سعى أيضًا إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع الغرب.
كان الملك عبد الله من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، ودعا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما عمل أيضًا على تحسين العلاقات مع إيران، وسعى إلى حل الأزمة النووية الإيرانية من خلال المفاوضات.
كان الملك عبد الله أيضًا داعمًا قويًا لجهود مكافحة الإرهاب، وعمل عن كثب مع الولايات المتحدة ودول أخرى لمكافحة هذا التهديد العالمي.
خلال فترة حكمه التي استمرت 20 عامًا، ترك الملك عبد الله بصمة لا تُمحى على المملكة العربية السعودية. فقد أشرف على فترة من التحديث والتقدم، وأسس العديد من المؤسسات والمشاريع المهمة.
من أبرز إسهامات الملك عبد الله إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، وهي جامعة بحثية عالمية المستوى تقع في مدينة ثول على ساحل البحر الأحمر. أسس أيضًا مؤسسة الملك عبد الله العالمية، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز الحوار بين الثقافات.
كما كان الملك عبد الله راعياً للفنون والثقافة. فقد أنشأ مركز الملك عبد الله المالي، وهو مركز ثقافي وترفيهي رئيسي في مدينة الرياض. كما دعم أيضًا عددًا من المبادرات الثقافية، بما في ذلك مهرجان الجنادرية.
إنجازات الملك عبدالله
تضمنت إنجازات الملك عبد الله الرئيسية خلال فترة حكمه:
- إصلاح نظام التعليم، بما في ذلك زيادة فرص التعليم العالي للنساء.
- تطوير البنية التحتية، بما في ذلك بناء الطرق والمستشفيات والمدارس الجديدة.
- إنشاء عدد من المؤسسات المهمة، بما في ذلك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) ومؤسسة الملك عبد الله العالمية.
- تعزيز دور المرأة في المجتمع، بما في ذلك السماح للنساء بالمشاركة في الانتخابات البلدية.
- تحسين العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك دعم القضية الفلسطينية.
- العمل على حل الأزمة النووية الإيرانية من خلال المفاوضات.
- دعم جهود مكافحة الإرهاب.
وفاة الملك عبدالله
توفي الملك عبد الله في 23 يناير 2015، عن عمر يناهز 90 عامًا. وخلفه أخوه غير الشقيق الملك سلمان.
في جنازة حضرها زعماء من جميع أنحاء العالم، رثى الملك سلمان الملك عبد الله بأنه “خادم للحرمين الشريفين وأب الشعب السعودي”.
ترك الملك عبد الله إرثًا من الإصلاح والتقدم. وسيتم تذكره كأحد أكثر الملوك تأثيرًا في تاريخ المملكة العربية السعودية.