صحة حديث صوتان ملعونان
حديث صوتان ملعونان هو حديث ضعيف، رواه ابن ماجه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “صوتان ملعونان عند الله: صوت مزمار عند نعمة، وصوت نائحة عند مصيبة”.
شرح الحديث
لقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث صوتين ملعونين، وهما:
1. صوت المزمار عند النعمة:
وذلك لأن المزمار من آلات اللهو التي نهى عنها الشرع، واستماعها عند النعم محرم شرعًا، إذ يدعو إلى الفرح والطرب الذي فيه نسيان ذكر الله -عز وجل-.
2. صوت النائحة عند المصيبة:
وذلك لأن النياحة من الأمور المحرمة شرعًا، وهي عبارة عن رفع الصوت بالبكاء والعويل عند المصائب، وهذا الفعل فيه تشبه بالجاهلية، وفيه اعتراض على قضاء الله وقدره.
أحاديث أخرى في تحريم صوت المزمار والنائحة
وردت أحاديث أخرى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تحرم صوت المزمار والنائحة، ومنها:
1. تحريم صوت المزمار:
قال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة والمزمار”. (رواه أبو داود والترمذي).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من مات وعنده مزمار، بعث يوم القيامة يحشر مع أصحاب المزامير”. (رواه البخاري).
2. تحريم النياحة:
قال -صلى الله عليه وسلم-: “النياحة من عمل الجاهلية”. (رواه ابن ماجه والترمذي).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: “الميت يعذب ببكاء أهله عليه”. (رواه أحمد والترمذي).
أحاديث صحيحة وردت في فضل الصبر عند المصائب
أما الصبر عند المصائب، فقد وردت أحاديث صحيحة في فضله، منها:
1. فضل الصبر عند المصائب:
قال -صلى الله عليه وسلم-: “صبرك على أهلك ومالك أعظم أجرًا من صبرك على سواهم”. (رواه أحمد والترمذي).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله به عنه”. (رواه البخاري ومسلم).
2. أجر الصابرين:
قال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله مع الصابرين”. (رواه البخاري ومسلم).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: “أعظم الناس درجة عند الله يوم القيامة الصابرون”. (رواه الترمذي).
الخلاصة
حديث “صوتان ملعونان عند الله: صوت مزمار عند نعمة، وصوت نائحة عند مصيبة” حديث ضعيف لا يجوز العمل به. وقد وردت أحاديث صحيحة في تحريم صوت المزمار والنائحة، وفي فضل الصبر عند المصائب.