محمد عبده رسم
هو شاعر مصري ولد في قرية شبراخيت بمحافظة البحيرة في 11 يوليو 1849م وتوفي في القاهرة في 11 يوليو 1905م، يعتبر محمد عبده رسم رائدًا من رواد مدرسة الإحياء في الشعر العربي، وقد اشتهر بشعره الوطني الذي دعا فيه إلى الوحدة العربية ومقاومة الاستعمار، كما كتب الشعر الغزلي والرثائي والمديح.
نشأته وتعليمه
ولد محمد عبده رسم في أسرة فقيرة، وتلقى تعليمه الأولي في كتّاب القرية، ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف، حيث درس العلوم الدينية والأدبية، وتتلمذ على يد كبار علماء عصره، مثل الشيخ محمد عبده والشيخ حسن الطويل.
أظهر محمد عبده رسم منذ صغره موهبة شعرية فذة، وبدأ في نظم الشعر وهو لا يزال طالبًا بالأزهر، وقد نال شعره إعجاب أساتذته وزملائه، وتنبأ له الجميع بمستقبل باهر.
بعد تخرجه من الأزهر، عمل محمد عبده رسم مدرسًا للغة العربية في إحدى المدارس الحكومية، وفي الوقت نفسه واصل كتابة الشعر والتأليف.
شعره الوطني
اشتهر محمد عبده رسم بشعره الوطني الذي دعا فيه إلى الوحدة العربية ومقاومة الاستعمار، وكان من أوائل الشعراء المصريين الذين كتبوا في هذا المجال، وقد لاقت قصائده رواجًا كبيرًا بين أبناء شعبه.
من أشهر قصائده الوطنية قصيدة “نهضة العرب” التي كتبها عام 1882م، والتي حث فيها العرب على الاتحاد والوقوف في وجه الاستعمار الغربي، وقد أثارت هذه القصيدة ضجة كبيرة في العالم العربي، وأسهمت في إيقاظ الوعي القومي لدى الجماهير العربية.
كما كتب محمد عبده رسم قصائد أخرى كثيرة في حب الوطن والدفاع عن قضايا الأمة العربية، مثل قصيدة “إلى مصر” وقصيدة “إلى العرب” وقصيدة “يا بلادي”.
شعره الغزلي
إلى جانب شعره الوطني، كتب محمد عبده رسم أيضًا الشعر الغزلي، وقد تميز هذا الشعر بعذوبته ورقة ألفاظه، وصدق عاطفته، وقد تغنى فيه بجمال المحبوبة وصفاتها الأخلاقية.
من أشهر قصائده الغزلية قصيدة “يا ليت لي جناحين” التي كتبها عام 1895م، والتي عبر فيها عن شوقه إلى محبوبته ولهفته للقائها، وقد لاقت هذه القصيدة رواجًا كبيرًا بين الناس.
كتب محمد عبده رسم قصائد غزلية أخرى كثيرة، مثل قصيدة “عيناك يا حبيبتي” وقصيدة “يا ليتني يا زهرة” وقصيدة “ألا يا ليل طل”.
شعره الرثائي
رثى محمد عبده رسم في شعره كثيرًا من الشخصيات الوطنية والدينية التي توفيت في عصره، وقد تميز شعره الرثائي بصدق عاطفته وعمق أحزانه، كما أظهر فيه براعته في استخدام اللغة العربية.
من أشهر قصائده الرثائية قصيدة “رثاء الشيخ محمد عبده” التي كتبها عام 1905م، والتي رثى فيها شيخه وأستاذه محمد عبده، وقد عبر في هذه القصيدة عن حزنه العميق لفقدانه.
كتب محمد عبده رسم قصائد رثائية أخرى كثيرة، مثل قصيدة “رثاء أحمد عرابي” وقصيدة “رثاء محمود سامي البارودي” وقصيدة “رثاء مصطفى كامل”.
شعره المدحي
كتب محمد عبده رسم أيضًا الشعر المدحي، وقد مدح فيه بعض الشخصيات السياسية والدينية التي كان يكن لها إعجابًا وتقديرًا، وتميز شعره المدحي ببلاغته وفصاحته.
من أشهر قصائده المدحية قصيدة “مدح الخديوي توفيق” التي كتبها عام 1879م، والتي مدح فيها الخديوي توفيق على إنجازاته في مجال التعليم والثقافة.
كتب محمد عبده رسم قصائد مدحية أخرى كثيرة، مثل قصيدة “مدح أحمد شوقي” وقصيدة “مدح إسماعيل صبري” وقصيدة “مدح سعد زغلول”.
إسهاماته الأخرى
إلى جانب الشعر، كان محمد عبده رسم كاتبًا بارعًا، وقد كتب العديد من المقالات والدراسات الأدبية والتاريخية، ونشرها في الصحف والمجلات المصرية.
كما كان محمد عبده رسم عضوًا في العديد من الجمعيات الأدبية والعلمية، مثل جمعية النهضة العلمية الأدبية وجمعية الشبان المسلمين، وقد شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والثقافية.
يعتبر محمد عبده رسم أحد رواد النهضة الأدبية في مصر، وقد ترك خلفه تراثًا أدبيًا كبيرًا يضم الشعر والنثر، وقد أثر شعره في الكثير من الشعراء المصريين والعرب الذين جاءوا بعده.
وفاته
توفي محمد عبده رسم في القاهرة في 11 يوليو 1905م، عن عمر يناهز 56 عامًا، وقد ترك خلفه تراثًا أدبيًا كبيرًا يضم الشعر والنثر، ولا يزال شعره يدرس في المدارس والجامعات المصرية والعربية حتى الآن.
يعتبر محمد عبده رسم أحد رواد النهضة الأدبية في مصر، وقد أثر شعره في الكثير من الشعراء المصريين والعرب الذين جاءوا بعده، ولا تزال أشعاره تلقى رواجًا كبيرًا بين الناس حتى اليوم.