شعر عن المطر والغيم
المطر والغيم ظاهرتان طبيعيتان جميلتان تثيران عواطف الشعراء وتلهمهم الكتابة. ففي هذا المقال، سنستكشف الشعر العربي الذي تغنى بالمطر والغيم، متناولين مختلف جوانبهما وجمالياتهما.
1. المطر: رمز الحياة والنماء
يرمز المطر في الشعر العربي إلى الحياة والنماء والخصوبة. وقد تغنى الشعراء بغزارته وبركاته على الأرض والنباتات.
– قال المتنبي:
ونحن أناس لا توسع أبصارنا سوى ما طوى من أرضنا المطر القطر
– قال أبو نواس:
وجادت بجواد أبلد إذا ما بدا برد وطارقع المطر
– قال أحمد شوقي:
تمطر الدمع من أجفان ليل سقته أزمة من مطر القطر
2. الغيم: حجاب السماء وملاذ المحبين
يصف الشعر العربي الغيم بأنه حجاب السماء، حيث يخفيها عن الأنظار. كما يعتبره الشعراء ملاذاً للمحبين، حيث يحميهم من عيون الفضوليين.
– قال ابن الرومي:
سقاك ديجلة من مائها الغمر وجلباب السماء من السحاب
– قال ابن زيدون:
أيا غيم الصباح مشرقاً من مغان أنت أم قطر من المزن المنهمر
– قال محمد مهدي الجواهري:
هطلت علينا الغيوم الغزار كما هطلت دمعة من فؤادك
3. لقاء المطر والغيم: نعمة وتجديد
عندما يلتقي المطر والغيم، يخلقان مشهداً مهيباً يبعث السرور في النفوس. فقد تغنى الشعراء بهذا اللقاء كرمز للنعمة والتجديد.
– قال الفرزدق:
وما المطر الليلي في جنح ليلة إذا انسل إلا أنجم زهر
– قال النابغة الذبياني:
فبينا نسير في أجأتها إذ أقبلتنا الليالي بالمطر
– قال بشار بن برد:
أقبلت في جلباب ليل داج والسحب مثل الدلو من خلفها
4. المطر والغيم في الشعر الغزلي
كان المطر والغيم من الاستعارات المفضلة لدى الشعراء الغزليين. فقد شبهوا دمع الحبيب بالمطر، ووصفوا لقاء الأحبة تحت الغيم وكأنه ملاذ آمن.
– قال أبو تمام:
ولما بكى من حبه جاد دمعه فقلت له مستبضعاً ذاك منك
– قال البحتري:
كما ذرفت عيناك من فوق خده عليك التي أبقتك يوم الفراق
– قال أبو العتاهية:
أيا من غدا في النوم متصل الهوى إذا هطل المزن ففيه اللقاء
5. المطر والغيم في الشعر الرثائي
استخدم الشعراء المطر والغيم في الشعر الرثائي للتعبير عن الحزن والأسى على فراق الأحبة. فكانوا يصفون دموعهم وكأنها مطر غزير، ويستجيرون بالغيم لحجب أحزانهم عن أعين الناس.
– قال البحتري:
وقفت فما أبصرت غير مدامع تجول على مرقب وهي سجوم
– قال ابن المعتز:
وما الفجر إلا وابل من دموعنا يفيض غداً والبرق لمع السيوف
– قال المتنبي:
يا من يرى طيفاً ويمشي في الثرى متعجباً من خفق أستار السماء
6. المطر والغيم في الشعر الفلسفي
استخدم بعض الشعراء المطر والغيم في شعرهم الفلسفي كرمز للزوال والتحول. فكانوا يرون في المطر والغيم تجسيداً لفناء الدنيا وبقاء الآخرة.
– قال أبو العلاء المعري:
ولما رأيت الناس في غفلة وبينهم الممات كما يرى
– قال ابن زيدون:
تذكر يا أخي ما كان منا ومما زال منا واسكب علينا
– قال أبو تمام:
وكان إذا الظلماء أبدت نجومها أطارته ريح البين مذ هو نائم
7. المطر والغيم في الشعر الحديث
استمر الشعر العربي الحديث في تناول موضوع المطر والغيم، بما يحمله من دلالات رمزية وجمالية. فكان الشعراء المعاصرون يرون فيهما رمزاً للحرية والانعتاق وإعادة الحياة.
– قال نزار قباني:
مطر على شفتي وفوق شعري أرجوحة تميل فوق بساط
– قال محمود درويش:
مطر على القدس المنسية والريح تضرب جدرانها
– قال أدونيس:
المطر رسالة من الأرض إلى السماء والسماء رسالة من الأرض إلى الأرض
لقد كان الشعر العربي على مر العصور شاهداً على جمال المطر والغيم وتنوع دلالاتهما الرمزية. فقد تغنى الشعراء بهما في مختلف أغراض الشعر، ما بين الغزل والرثاء والفلسفة والحداثة. ولا تزال هذه الظاهرتان الطبيعيتان تلهم الشعراء وتثير فيهم مشاعر الإبداع والجمال.