اللهم أني أسألك الثبات
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،
فإن من أعظم ما ينبغي للمسلم أن يدعو به ربه أن يثبته على دينه، وأن يعينه على طاعته، وأن يحفظه من الفتن والضلالات، وذلك لأن الثبات على الحق من أعظم العبادات وأجل القربات، وهو أساس النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون” (آل عمران: 200).
أنواع الثبات
ينقسم الثبات إلى قسمين:
1. الثبات على العقيدة: وهو الثبات على الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
2. الثبات على الطاعات: وهو الإستمرار في أداء العبادات المفروضة والنوافل، والالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
أهمية الثبات
للثبات أهمية عظيمة في حياة المسلم، فهو:
1. سبب لدخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة” (إبراهيم: 27).
2. حفظ الإيمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب وليس لها ريح، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر” (البخاري).
3. النجاة من الفتن والضلالات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولولا ذلك لزالتا، وإنما يمسكهما بالله أكبر، فإذا قال العبد: الله أكبر، أمسك الله السموات والأرض، وإذا تركها زالتا” (ابن ماجه).
أسباب الثبات
من أسباب الثبات على الحق:
1. قوة الإيمان: قال تعالى: “ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير” (الحج: 62).
2. التقوى: قال تعالى: “واتقوا الله ويؤتكم الله نورا ويهديكم سبل السلام” (النساء: 174).
3. الصبر: قال تعالى: “اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم ترحمون” (آل عمران: 200).
ثمار الثبات
من ثمار الثبات على الحق:
1. رضا الله تعالى: قال تعالى: “رضي الله عنهم ورضوا عنه” (البينة: 8).
2. دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات على الإيمان بالله وحده، دخل الجنة” (مسلم).
3. الشفاعة يوم القيامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: قلت: يا رسول الله، ومن الناصر لهم؟ قال: الله ورسوله” (مسلم).
الثبات في زمن الفتن
إن الثبات على الحق في زمن الفتن من أعظم الجهاد، وذلك لأن الفتن تدخل على الناس من حيث لا يشعرون، وتضلهم عن صراط الله المستقيم، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفتن، فقال: “أشد ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين” (أحمد).
كيف نثبت على الحق في زمن الفتن؟
لكي نثبت على الحق في زمن الفتن، ينبغي لنا أن:
1. نتمسك بالكتاب والسنة: قال تعالى: “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر” (النساء: 59).
2. نتحلى بالصبر: قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون” (آل عمران: 200).
3. نعتصم بحبل الله جميعا: قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” (آل عمران: 103).
خاتمة
إن الثبات على الحق من أعظم العبادات وأجل القربات، وهو أساس النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الثبات على الحق، وبين لنا أهميته وفضله، كما ذكر لنا أسبابه ووسائله وأثاره، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه، وأن يعيذنا من الفتن والضلالات، وأن يرزقنا حسن الخاتمة.