أنا في الجنة يا عبدو
الجنة هي المكان الذي يتمنى كل مؤمن أن يصل إليه، فهي دار النعيم والسرور الأبدي، وهي الغاية التي يسعى إليها المسلمون بكل ما أوتوا من قوة، وقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين بالجنة في قوله: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 47]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض”، وقال أيضًا: “إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة الكوكب الدري، ثم على صورة الثريا، ثم على صورة اللؤلؤ المكنون في صدف، لا يبصقون ولا يمتخطون ولا يتغوطون، آنيتهم الذهب والفضة، ومشاطهم الذهب، وريحانهم المسك، أزواجهم الحور العين، كل امرئ منهم متكئ على أريكة، لا يرى فيهم مكروب ولا نصب ولا لغوب”.
نعيم الجنة
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تصف نعيم الجنة، ومن ذلك ما يلي:
1. القصور والغرف
– قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِنَا مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: 32]، وقال أيضًا: ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ﴾ [الزمر: 20]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة قصرًا من لؤلؤة بيضاء، فيه ألف بيت، في كل بيت ألف سرير، على كل سرير ألف فراش، وعلى كل فراش ألف حوراء”.
2. الأنهار والعيون
– قال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى﴾ [محمد: 15]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة عينًا يقال لها السلسبيل، ماؤها أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد”.
3. الفواكه والأطعمة
– قال الله تعالى: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَخْتَارُونَ﴾ [الواقعة: 20]، وقال أيضًا: ﴿وَأَصْنَافًا مِنَ الثَّمَرَاتِ وَالزَّرْعِ﴾ [الرعد: 4]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى، ثمرتها كقلال هجر، من أكل منها لم يجوع أبدًا”.
4. الحور العين
– قال الله تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ [الواقعة: 22]، وقال أيضًا: ﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ [البقرة: 25]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الحور العين خلقن من الزعفران، وليس فيهن عيب”.
5. الكرامة والسعادة
– قال الله تعالى: ﴿رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة: 8]، وقال أيضًا: ﴿وَحُيِّيَتْ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ﴾ [الغاشية: 8]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أهل الجنة في نعيم لا يشقى فيه، ولا بؤس فيه، ولا حزن فيه”.
شروط دخول الجنة
حدد الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة شروطًا لدخول الجنة، ومن أهمها ما يلي:
1. الإيمان بالله ورسوله
– قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة: 8].
2. العمل الصالح
– قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾ [الكهف: 107].
3. تقوى الله
– قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ [الدخان: 51-52].
4. الجهاد في سبيل الله
– قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ لَهُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [التوبة: 20].
5. الصبر على الطاعات
– قال الله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 183].
خاتمة
الجنة هي المكان الذي يتمنى كل مؤمن أن يصل إليه، وهي دار النعيم والسرور الأبدي، وهي الغاية التي يسعى إليها المسلمون بكل ما أوتوا من قوة، ولها شروط يجب على المسلم العمل بها حتى ينالها، ومن