بِدُون إِسْمِ مَكَّة
تُعرف مدينة مكة المكرمة منذ القدم باسمها “بِدُون إِسْمِ مَكَّة”، وهو اسم غريب قد يُثير التساؤل والتأمل.
أصل التسمية
يُرجع المؤرخون أصل هذه التسمية إلى عدة روايات، منها:
1- أنها كانت تسمى “وادي إبراهيم” أو “وادي مكة”، ولكن بعد وقوع الحرم فيها منعه الله سبحانه وتعالى أن يُسمى باسم أحد، فنزلت الملائكة وحجت فيها، وقالوا: “نحن حجج الله، بلا اسم”.
2- أن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم الخليل عليه السلام أن يجعل لمكة إسماً على غير اسمها، فسماها “بِدُون إِسْمِ مَكَّة”.
3- أن مكة كانت تُعرف باسم “أُم القرى”، فكان يُقال: “وادي لا إسم له، وهو أُم القرى”.
أسماء مكة المكرمة الأخرى
إلى جانب اسم “بِدُون إِسْمِ مَكَّة”، كان لمكة المكرمة العديد من الأسماء الأخرى، منها:
1- بكة: وهو اسم ذُكر في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ [آل عمران: 96].
2- البلد الأمين: وهو الاسم الذي أطلقه عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “اللهم إني أُحِلُّ لك مكة كما أحلها إبراهيم، اللهم أجعلها بلداً آمناً، وارزق أهلها من الثمرات”.
3- مكة المشرفة: وهو اسم أُطلق عليها بعد الفتح الإسلامي، ويُشير إلى شرفها وعلو مكانتها.
منازل قريش بمكة
كانت مكة المكرمة منذ القدم موطناً لقبيلة قريش، التي انقسمت إلى عشر بطون، وسكنت كل بطن في حي خاص بها، ومن أشهر هذه المنازل:
1- بني هاشم: وهم بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسكنوا في حي بني هاشم في شعب أبي طالب.
2- بني مخزوم: وهم من أقوى بطون قريش، وسكنوا في حي بني مخزوم بالقرب من الكعبة المشرفة.
3- بني عبد مناف: وهم بطن آخر من بني هاشم، وسكنوا في حي بني عبد مناف بالقرب من باب بني شيبة.
المسجد الحرام
يُعد المسجد الحرام أهم وأقدس مكان في مكة المكرمة، وهو أول بيت وضع للناس في الأرض، ووجهة المسلمين في صلاتهم.
1- بناء المسجد الحرام: يُنسب بناء المسجد الحرام إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، بناءً على أمر من الله تعالى.
2- توسعات المسجد الحرام: على مر العصور، شهد المسجد الحرام العديد من التوسعات، وكان آخرها التوسعة السعودية التي جعلته يستوعب أكثر من مليونَي مصل.
3- حرم المسجد الحرام: يمتد حرم المسجد الحرام من حدود منى شرقاً إلى حدود عرفات غرباً، ومن حدود الجعفرية شمالاً إلى حدود التنعيم جنوباً.
المناسك في مكة
تُقام في مكة المكرمة مناسك الحج والعمرة، وهما من أهم العبادات في الإسلام.
1- الحج: هو ركن من أركان الإسلام، ويُقام في أشهر ذي الحجة وذو القعدة ومحرم.
2- العمرة: وهي عمرة تمتاز بالبساطة والسهولة، ويمكن إقامتها في أي وقت من العام.
3- الزيارة: يجوز زيارة مكة المكرمة في أي وقت من العام، ولكن يفضل زيارتها في شهر رمضان المبارك.
فضائل مكة المكرمة
لمكة المكرمة فضائل عظيمة وخصائص لا يُشاركه فيها أي مكان آخر، ومن هذه الفضائل:
1- حرم الله: حرم الله تعالى مكة المكرمة وأمنها، فمن دخلها كان آمناً.
2- الأمن والسلام: تتميز مكة المكرمة بالأمن والسلام، ولا يُباح فيها القتل أو السرقة أو العدوان.
3- البركة والرزق: يكثر الرزق والبركة في مكة المكرمة، وهي موطن للعلم والعلماء.
ما بعد الاسم
أيا كان أصل تسمية مكة المكرمة “بِدُون إِسْمِ مَكَّة”، فإن هذا الاسم يحمل في طياته معاني جليلة ومقاصد عظيمة، ويُذَكِّرُنا بعظيم فضلها ومكانتها المقدسة لدى الله تعالى وعباده.