فيلم “أمسكني إن استطعت”
يعتبر فيلم “أمسكني إن استطعت” (Catch Me If You Can) من أشهر وأفضل أفلام السيرة الذاتية والجريمة التي تم إنتاجها في هوليوود، وهو من إخراج ستيفن سبيلبرغ وبطولة ليوناردو دي كابريو وتوم هانكس.
وبناءً على قصة حقيقية، يروي الفيلم قصة فرانك أباغنيل جونيور (دي كابريو)، وهو محتال ذكي تمكن من سرقة ملايين الدولارات من البنوك وشركات الطيران من خلال انتحال شخصيات مختلفة وإجراء عمليات احتيال بملايين الدولارات قبل بلوغه سن التاسعة عشر.
فرانك أباغنيل جونيور: العبقري الإجرامي
ولد فرانك أباغنيل جونيور في نيو روشيل، نيويورك، عام 1948. وكان طفلاً موهوبًا يتمتع بذكاء حاد ومهارات اجتماعية استثنائية، مما ساعده لاحقًا في حياته الإجرامية.
وبعد طلاقهما، أُرسل فرانك للعيش مع والده في مونتيسيلو، نيويورك. وهناك، بدأ في تزوير الشيكات واستخدام بطاقات الائتمان المسروقة، مما أدى في النهاية إلى اعتقاله وهو في سن السادسة عشرة فقط.
ومع ذلك، تمكن فرانك من الهروب من الحجز وعاد إلى حياته الإجرامية، مستخدمًا ذكائه وسحره في انتحال شخصيات مختلفة، بما في ذلك طبيب وطيار محامٍ.
كارل هانراتي: العميل الفيدرالي
كارل هانراتي (هانكس) هو عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي مكلف بالقبض على فرانك. يمتلك هانراتي خبرة واسعة في التحقيقات، وهو مصمم على إيقاف أباغنيل بأي ثمن.
وعلى مدار الفيلم، يتتبع هانراتي أباغنيل في جميع أنحاء البلاد، ويقترب منه عدة مرات، لكن فرانك دائمًا ما يكون متقدمًا بخطوة واحدة.
ومع ذلك، فإن إصرار هانراتي وعدم استعداده للتخلي عن القضية يؤديان في النهاية إلى اعتقال فرانك في فرنسا وإعادته إلى الولايات المتحدة.
مطاردة القطة والفأر
يشكل الفيلم مطاردة مثيرة بين فرانك وهانراتي، حيث يحاول كل منهما التفوق على الآخر. يستخدم فرانك ذكائه وسحره للبقاء متقدمًا بخطوة واحدة، بينما يستخدم هانراتي خبرته وتصميمه لتضييق الخناق عليه.
وتؤدي المطاردة إلى العديد من المواقف المثيرة، بما في ذلك مواجهة متوترة في إحدى الطائرات ومطاردة مثيرة بالسيارات في شوارع باريس.
ويحافظ الفيلم على المشاهدين في حالة تشويق طوال الوقت، حيث يتساءلون باستمرار من سيكون الفائز النهائي في معركة العقول هذه.
العلاقة الأبوية
إلى جانب القصة الرئيسية، يستكشف الفيلم أيضًا العلاقة المعقدة بين فرانك ووالده، فرانك أباغنيل الأب (كريستوفر ووكن).
في حين أن فرانك الأب يحب ابنه، فإنه يشعر أيضًا بخيبة أمل وإحباط من أفعاله الإجرامية. وعلى الرغم من جهوده لمساعدة فرانك، إلا أنه غالبًا ما يشعر بالعجز والعجز.
ويظهر الفيلم تأثير أفعال فرانك على والده، مما يسلط الضوء على العواقب العاطفية التي يمكن أن تنجم عن السلوك الإجرامي.
التحول
بعد اعتقاله، يواجه فرانك حكما بالسجن لمدة 12 عامًا. ومع ذلك، بسبب مساعدته لمكتب التحقيقات الفيدرالي في حل الجرائم المالية، تم إطلاق سراحه بعد خمس سنوات فقط.
ومنذ ذلك الحين، حول فرانك حياته وصار مستشارًا ماليًا ناجحًا ومؤلفًا لعدة كتب عن الاحتيال المالي. كما ساعد أيضًا مكتب التحقيقات الفيدرالي في تدريب الوكلاء على كشف الاحتيال.
ويظهر تحول فرانك قوة الاسترداد وقدرة الفرد على تغيير مسار حياته، حتى بعد ارتكاب أخطاء جسيمة.
إرث الفيلم
حقق فيلم “أمسكني إن استطعت” نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وحظي بإشادة النقاد على حد سواء. وتم ترشيحه لعدة جوائز أوسكار، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل (ليوناردو دي كابريو).
ولا يزال الفيلم يُعتبر أحد أفضل أفلام السيرة الذاتية والجريمة على الإطلاق. وقد ألهم العديد من الأعمال الأخرى، بما في ذلك مسلسل تلفزيوني مستوحى من قصة فرانك أباغنيل جونيور.
وسيبقى فيلم “أمسكني إن استطعت” شاهداً على عبقرية فرانك أباغنيل جونيور ومهارات ستيفن سبيلبرغ في سرد القصص، كما سيظل بمثابة تذكير بالأخطار المترتبة على الاحتيال المالي.
فيلم “أمسكني إن استطعت” هو فيلم مثير ومليء بالإثارة وذكي يروي قصة حقيقية مذهلة عن أحد أشهر المحتالين في التاريخ. وبالإضافة إلى تقديم مطاردة مثيرة بين فرانك أباغنيل جونيور والعميل الفيدرالي كارل هانراتي، يستكشف الفيلم أيضًا العواقب العاطفية للاحتيال المالي وقوة الاسترداد.
وبفضل أداء ليوناردو دي كابريو وتوم هانكس وإخراج ستيفن سبيلبرغ المتميز، يعد فيلم “أمسكني إن استطعت” فيلمًا لا يُنسى سيشد المشاهدين من البداية إلى النهاية.