سورة السِّجِّينِ
مقدمة
سورة السِّجِّينِ هي إحدى سور القرآن الكريم المكية، وهي السادسة والتسعون من حيث ترتيب النزول، وتقع في الجزء الثلاثين من المصحف الشريف. وهي من السور القصيرة، حيث تتكون من تسع آيات فقط، ومع ذلك فإنها تحوي معاني عميقة ودروسًا مهمة عن يوم القيامة وحساب الناس على أعمالهم.
وصف يوم القيامة
تصف سورة السِّجِّينِ يوم القيامة بأسلوب قوي ومؤثر، حيث تصور هول هذا اليوم وما يصيب الناس فيه من رعب وذعر.
– فتقول الآيات: “إذا السماء انشقت وانشقت الأرض عن صُدُوعِها وانفجر الجبل فانهال” (1-2).
– وتتابع: “في ذلك اليوم حقّ يوم الدين ذلك يوم الفصل” (3-4).
– كما تصف تجمع الناس للحساب: “حُشر الناسُ إلى ربِّ العالمين” (8).
حساب الناس على أعمالهم
تؤكد سورة السِّجِّينِ أن الناس سيُحاسبون على أعمالهم يوم القيامة، وأن نتيجة أعمالهم ستكون مفصلية في تحديد مصيرهم في الآخرة.
– فكما يقول الله تعالى: “قرأنا عليه كتابه إن كنتم غير غافلين إنا نبغ الله عليهم كل شيء مبين” (19-20).
– ومتى جاءت النفوس لتُسأل عما قدّمت: “وأقبلت النفوسُ إلى ما عملت” (25).
– ويومها تظهر السجلات التي تُدوّن فيها أعمال الناس: “ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً” (33).
السّجِّينُ
تُذكر السورة كلمة “السِّجِّينُ” في آياتها، وهو اسم السجن الذي يُحتجز فيه الكافرون والفاسقون يوم القيامة.
– تقول الآية: “وإن للطاغين لشرى مآب. جهنم يصلونها فبئس القرار” (23-24).
– وتتابع: “إن المجرمين في ضلالٍ وسعر” (29).
– وتنتهي بقوله: “يوم يذوب فيه السماء وتنسف الجبال وتُحشر المجرمين في السِّجِّين” (31).
صفات أهل السّجِّينِ
تصف السورة صفات أهل السِّجِّينِ بأنهم طغاة مجرمون ظالمون فاسدون.
– فتصفهم بقولها: “الذين كذبوا بالحق لما جاءهم فأخذتهم العزة بالإثم” (7).
– وتتابع: “إنهم كانوا جهالاً معتدين” (9).
– كما تصفهم بأنهم: “كانوا ينهون الناس عن سبيله ويبتغونها عوجاً” (11).
إغاثة أهل السِّجِّينِ
لا توجد في السورة إشارة إلى إمكانية إغاثة أهل السِّجِّينِ أو خلاصهم من عذابهم، بل تؤكد أن عذابهم دائمٌ سرمديٌ.
– تقول الآية: “إن هذا حقٌ لا ريب فيه من جهنم قدره” (27).
– وتتابع: “فسوف نذيق الذين كفروا عذاباً شديداً” (30).
– كما تصف السجين بأنه: “هنالك يلبثون أبداً” (32).
الدروس المستفادة من سورة السِّجِّينِ
تتضمن سورة السِّجِّينِ العديد من الدروس المستفادة، أهمها:
– أهمية الإيمان والعمل الصالح يوم القيامة.
– أن الناس سيحاسبون على أعمالهم.
– أن الكافرين والفاسقين مصيرهم جهنم والسِّجِّينِ.
– أن يوم القيامة يوم رهيب وخطير.
الخاتمة
سورة السِّجِّينِ من السور المكية العميقة التي تصف يوم القيامة وحساب الناس على أعمالهم، تؤكد السورة على أهمية الإيمان والعمل الصالح وتذكر الناس بالمصير المرعب الذي ينتظر الكافرين والمجرمين في الآخرة.