تعتبر البسملة من الأمور الهامة التي يجب أن ندأ بها أعمالنا وأقوالنا، ففيها تقرير لإلهية الله -عز وجل- ووحدانيته، وفيه إشارة إلى أن كل أمر مهم يجب أن يبدأ باسم الله، وأن البداءة باسم الله تشمل جميع نعم الله، من تمام الخلقة إلى توفيق الكسب الحلال إلى الإعانة على العبادة.
1. فضل البسملة
للबसملة فضل عظيم وشأن كبير، فقد ورد في فضلها عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع”، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه من الشيطان الرجيم، ثم ليقرأ بقلْ هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، فإنها حصون حصينة من الشيطان، وإذا خرج فليقل مثل ذلك”.
في هذين الحديثين وغيرهما إشارة إلى فضل البسملة في كل أمر ذي بال، وأنها حصن حصين من الشيطان.
2. شرح البسملة
البسملة هي جملة “بسم الله الرحمن الرحيم”، وهي مركبة من ثلاث كلمات:
1- بسم: وهي حرف جر بمعنى باسم.
{|}
2- الله: وهو اسم علم مفرد مذكر مرفوع، وهو اسم للذات الإلهية.
3- الرحمن الرحيم: وهما صفتان مشتقتان من الرحمة، وهما من أسماء الله الحسنى.
3. حكم البسملة
حكم البسملة عند جمهور العلماء أنها سنة مؤكدة، وهي مستحبة في كل أمر ذي بال، سواء كان هذا الأمر عبادة أو معاملة أو غيرهما.
ولا خلاف بين أهل العلم في مشروعية البسملة في أول كل سورة من سور القرآن الكريم، فقد أمر الله -عز وجل- رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ فيما أوحى إليه ببسم الله الرحمن الرحيم.
{|}
4. موضع البسملة
تُذكر البسملة في مواضع كثيرة، منها:
1- في أول كل سورة من سور القرآن الكريم، إلا سورة التوبة.
2- في أول كل أمر ذي بال، مثل: الصلاة والقراءة والكتابة والأكل والشرب والدخول إلى المسجد والخروج منه.
5. ثواب البسملة
للأحاديث النبوية دلالة على أن للبسملة ثوابًا عظيمًا، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال: بسم الله الرحمن الرحيم، كتب له عشر حسنات”.
وفي حديث آخر رواه أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال: بسم الله الرحمن الرحيم، حفظه الله في نفسه وماله وولده”.
{|}
6. آداب البسملة
هناك آداب للبسملة ينبغي مراعاتها، منها:
{|}
1- أن تُقال البسملة عند البدء في أي أمر ذي بال.
2- أن تُقال البسملة بصوت واضح وجلي.
3- أن يُعقل معنى البسملة عند قولها.
7. خاتمة
الحمد لله في كل حال، فالحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، والحمد لله على توفيقه للطاعة، والحمد لله على هدايته إلى الإسلام، والحمد لله على جميع ما أنعم به علينا من فضله وكرمه وجوده وإحسانه، نسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمه وظاهرها وباطنها، وأن يتقبل منا شكرنا، وأن يجعلنا من الشاكرين الحامدين لكل ما أنعم الله تعالى علينا به من نعمة ظاهرة أو باطنة.
{|}