ان اليأس من روح الله هو من الأمور العظيمة التي نهانا الله عنها وذم أهلها، فاليأس من رحمة الله تعالى سبب من أسباب الكفر وخروجه عن الملة، فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87].
اليأس من روح الله تعالى
إن اليأس من رحمة الله تعالى له صور وأسباب متعددة، منها:
الجهل بحقيقة الله تعالى
فمن يجهل حقيقة الله تعالى وصفاته العظيمة من كرمه ورحمته وفضله وجوده، يظن أن الله تعالى لا يرحمه ولا يقبل توبته ولا يغفر ذنوبه، فيقع في اليأس والقنوط.
والعلاج لهذا اليأس هو العلم بحقيقة الله تعالى وصفاته العظيمة، والتدبر في آياته الدالة على رحمته وفضله، والإكثار من الدعاء والتضرع إليه واللجأ إليه.
التعلق بالذنوب والمعاصي
فمن يتعلق بالذنوب والمعاصي ويصر عليها، يظن أن الله تعالى لا يرحمه ولا يقبل توبته، فيقع في اليأس والقنوط.
والعلاج لهذا اليأس هو الإقلاع عن الذنوب والمعاصي والتوبة النصوح إلى الله تعالى، والرجوع إليه بصدق وندم وإخلاص.
سوء الظن بالله تعالى
فمن يسيء الظن بالله تعالى ويعتقد أنه لا يرحمه ولا يقبل توبته ولا يغفر ذنوبه، يقع في اليأس والقنوط.
والعلاج لهذا اليأس هو حسن الظن بالله تعالى والإيمان برحمته وفضله، والتدبر في آياته الدالة على أنه يغفر الذنوب ويمحو السيئات.
الاستماع إلى إخوان الشياطين
فمن يستمع إلى إخوان الشياطين الذين يزينون له المعاصي والذنوب ويحبطون من رحمة الله تعالى، يقع في اليأس والقنوط.
والعلاج لهذا اليأس هو الإعراض عن إخوان الشياطين وعدم الاستماع إليهم، ومصاحبة أهل الخير والصلاح الذين يذكرون الله تعالى ويرغبون في رحمته.
الشدائد والمحن
فمن يصاب بالشدائد والمحن ويرى نفسه محاطًا بالأزمات والمشاكل، يظن أن الله تعالى قد توكل عنه وأنه لا يرحمه ولا ينقذه، فيقع في اليأس والقنوط.
والعلاج لهذا اليأس هو الصبر على الشدائد والمحن والإيمان بأنها من عند الله تعالى وأنه يبتلي عباده ليختبر صبرهم ويصفيهم، وأن الفرج قريب إن شاء الله تعالى.
الوساوس الشيطانية
فمن يتعرض للوساوس الشيطانية التي تلقى في قلبه الشكوك والظنون السيئة، يظن أن الله تعالى لا يرحمه ولا يقبل توبته، فيقع في اليأس والقنوط.
والعلاج لهذا اليأس هو الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وقراءة المعوذتين والإكثار من ذكر الله تعالى واللجأ إليه.
الفرق بين اليأس والقنوط
يختلف اليأس عن القنوط، فاليأس هو ضعف الرجاء من الشيء أو انعدامه، أما القنوط فهو اليأس المطلق من رحمة الله تعالى.
والفرق بينهما هو أن اليأس قد يعرض لبعض الناس في بعض الأحيان، أما القنوط فهو يأس دائم من رحمة الله تعالى.
فإن اليأس من روح الله تعالى من الأمور العظيمة التي يجب الحذر منها، وأن من أسباب اليأس الجهل بحقيقة الله تعالى والتع