من صور الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم
مقدمة
الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم هو اعتقاد أو عمل يتجاوز حدود الاعتدال والوسطية، ويؤدي إلى الإفراط في تقديسه أو رفع منزلته بما لا يليق بمقامه الرسالي والإنساني. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الغلو، وبين أن خير الحديث هو أصدقه، وأنه بشر مثله مثل البشر، وأن المفاضلة بين الأنبياء لا تجوز.
صور الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم
تتعدد صور الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبرزها:
1. الغلو في محبته وتعظيمه
{|}
* اعتباره أكثر من بشري وإطلاقه عليه صفات الألوهية، كالتحكم في الكون وتدبير الأمور.
* رفع منزلته فوق منزلة الله تعالى، كما يفعل بعض الغلاة الذين يزعمون أنه خلق مع الله أو قبله.
* المبالغة في تعظيمه وإجلاله، كالقيام عند ذكر اسمه والمسابقة إلى تقبيل أثره ونحو ذلك.
2. الغلو في اتباعه
* اعتباره فوق العقل والشرع، واتباع أقواله وأفعاله دون النظر إلى الأدلة والبراهين.
* رفض أي محاولة للاجتهاد والترجيح، والتمسك بحرفية النص دون فهم مقاصده.
* تكفير كل من يخالفه في الرأي أو الفهم، أو يبدي انتقادًا لطريقته أو دعوته.
3. الغلو في الدفاع عن عرضه وشرفه
* اعتبار أي نقد أو تشكيك في سيرته أو أقواله بمثابة إيذاء لشخصه الكريم.
* اللجوء إلى العنف والإرهاب للرد على أي ادعاء أو إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم.
* تحريم أي نقاش أو حوار حول شخصه أو دعوته، بحجة حمايته من الفتنة والإهانة.
4. الغلو في التوسل والاستغاثة به
{|}
* الدعاء له دون الله تعالى، واعتباره شفيعًا ومغيثًا يقضي الحاجات.
* زيارتها قبور له أو الصلاة عندها أو ذبح النذور عليها، اعتقادًا بأن ذلك يقربه من العبد.
* طلب الاغفاري والرحمة والنعيم الجنة من خلاله، كأن يقال: يا محمد اغفر لي وارحمني واشفع لي.
{|}
5. الغلو في محبة آل بيته وأصحابه
* اعتبارهم معصومين عن الخطأ، والانسياق وراء كل ما ينسب إليهم.
* المبالغة في تقديسهم وتبرئتهم من أي عيب أو نقص، حتى لو ثبت ذلك في التاريخ.
* مبالغة في التعلق بهم والإفراط في زيارة أماكنهم والاحتفال بمناسباتهم.
{|}
6. الغلو في المناقب والمآثر
* اختراع القصص والحكايات الخيالية عن مناقب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
* إضافة إلى الأضواء على أسمائهم وصفاتهم، وذكر كرامات وخوارق لا أساس لها من الصحة.
{|}
* الإفراط في سرد الغزوات والمعارك والأحداث والقادة دون النظر إلى غاياتها ومقاصدها.
7. الغلو في العبادات والشعائر
* المبالغة في العبادات والطاعات مع إهمال الفرائض والتأكد، كالصلاة والصيام.
* ربط العبادات باسم النبي صلى الله عليه وسلم، كصلاة الرغائب وصلاة التسابيح ونحو ذلك.
* وضع شروط وقواعد في العبادات غير مأذون الرسول الكريم فيها، مثل التستر على الوجه في الصلاة أو حصر الصلاة في المساجد.
خاتمة
الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم هو من أخطر الأمور التي تنافي هدي الإسلام وتعاليمه السمحة. ويؤدي الغلو إلى العديد من المفاسد والانحرافات في العقيدة والسلوك، بما في ذلك الكفر والشرك والعنف والتطرف. ولذا، فإن من الواجب على المسلمين الحذر من هذا الغلو وأن يلتزموا بمنهج الوسطية والاعتدال في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبجيله وفي جميع أمور الدين والدنيا.