يا حبيبي كل شيء بقضاء
تقديم
قال تعالى: “وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” (التكوير: 29). فالقضاء هو حكم الله النافذ في الخلق، وهو ما قدره الله تعالى لكل مخلوق منذ الأزل، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه. ويؤمن المسلمون بأن كل شيء بقضاء وقدر، وأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم.
مراتب القضاء
ينقسم القضاء إلى مراتب ثلاث:
القضاء المبرم: وهو ما لا يمكن تغييره أو رده، كالآجال والرزق والسعادة والشقاء.
القضاء المعلق: وهو ما يمكن تغييره بالدعاء والعمل الصالح، كالشفاء من المرض والنجاح في الدنيا.
القضاء المقدر غير النافذ: وهو ما قدره الله تعالى ولكنه لم ينفذه بعد، ويمكن تغييره بالدعاء والعمل الصالح أيضًا.
وسائل دفع القضاء
يوجد بعض الوسائل التي يمكن من خلالها دفع القضاء، ومنها:
الدعاء: فالدعاء من أسباب دفع البلاء وجلب الرزق وغير ذلك من الأمور.
الصدقة: فالصدقة من أسباب دفع البلاء وتكفير السيئات وجلب الرزق.
الأعمال الصالحة: كصلة الرحم وصلة الأصدقاء وحسن الجوار وغيرها من الأعمال الصالحة التي يمكن من خلالها دفع البلاء وجلب الرزق.
الحكمة من القضاء
خلق الله تعالى القضاء لحكم عديدة، ومنها:
امتحان العباد: فالقضاء من وسائل امتحان العباد وتمييز الصابرين والمؤمنين بقضاء الله وقدره.
تربية النفوس: فالقضاء من أسباب تربية النفوس وتأديبها وإعدادها لحياة الآخرة.
إظهار عدل الله تعالى: فالقضاء من أسباب إظهار عدل الله تعالى وحكمته في خلقه.
أثر الإيمان بالقضاء على المسلم
يكون للإيمان بالقضاء أثر كبير على المسلم، ومن آثاره:
الرضا بالقضاء: فيكون المسلم راضيًا بقضاء الله وقدره، ولا يتذمر ولا يتسخط.
الصبر على البلاء: فيكون المسلم صابرًا على البلاء، محتسبًا أجر الله تعالى.
التوكل على الله تعالى: فيتوكل المسلم على الله تعالى في جميع أموره، ويعلم أن كل شيء بقضاء وقدر.
أنواع القضاء
ينقسم القضاء إلى نوعين:
القضاء العام: وهو ما يشمل جميع المخلوقات، كقضاء الأجل والرزق وغير ذلك.
القضاء الخاص: وهو ما يخص بعض المخلوقات، كقضاء الشفاء من المرض أو النجاح في الدنيا.
خاتمة
القضاء هو حكم الله النافذ في الخلق، ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه. والإيمان بالقضاء من أركان الإيمان، وهو سبب لرضا المسلم وقبوله بقضاء الله وقدره. ويوجد بعض الوسائل التي يمكن من خلالها دفع القضاء، كالدعاء والصدقة والأعمال الصالحة.