تكثير الماء بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
مقدمة
{|}
يُعد تكثير الماء إحدى المعجزات العظيمة التي أيد الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، والتي حدثت في مواقف عديدة خلال حياته الكريمة، حيث كان مظهرًا من مظاهر قدرته تعالى على التدخل في نظام الكون وقوانينه من أجل نبيه الكريم.
تكثير ماء الوضوء في غزوة أحد
في غزوة أحد، حين شارف نبي الله الماء ولم يبق إلا قدر قليل لوضوئه صلى الله عليه وسلم، أمر رجاله بجمع ما تبقى من الماء، ثم أمر أحدهم بغرز إصبعه في الأرض، فانفجر الماء غزيرًا، فشرب القوم وتوضأوا ودلوا دلاءهم جميعًا حتى ملؤوها.
{|}
تكثير الماء لأهل المدينة
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم مر على بئر رومة في المدينة، فلما رآها ضحك، فسأله أصحابه عن سبب ضحكه، فأخبرهم أن جبريل أتاه وقال: “إن ربك يقرئك السلام ويقول: هذه بئر رومة، وماؤها طيب، فاشرب منه وأمر أمتك أن يشربوا، وقد أمرتك أن تدعو ربك فيزيد فيه”، فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم ربه، فإذا الماء قد ظهر كأنه عين جارية.
تكثير الماء لقريش
في حجة الوداع، خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم من مكة ومعه قريش، فلما مروا بالجحفة، لم يجدوا ماءً، فصلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ودعا الله، ثم أمرهم أن يحفروا في مكان معين فأصابوا ماءً كثيرًا.
تكثير الماء لقريش أيضًا
في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه، خرج كثيرًا من قريش إلى الشام، ونزلوا في أرض بصرى، وقد أصابتهم سنة عظيمة، فنزلوا على بئر صغيرة لا تسعهم، فبعثوا إلى معاوية رضي الله عنه يستغيثون به، فأتاهم وأمر بحفر بئر أخرى، فلم يجدوا ماءً، فقال: “أما إنه ليس أحد أحق أن يُجاب دعوته مني غير أنه ليس ههنا أحد من قوم بئر رومة الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم”، ثم دعا الله أن يسقيهم، فإذا الماء يفور من البئرين حتى فاض على الأرض.
تكثير الماء عند عمه العباس
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: “حفرت بئرًا في داري، فلم ينبع الماء، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “انطلق بنا”، فانطلقنا إلى البئر، فإذا هو عرق صغير، فمسحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ودعا ربه، فإذا الماء يفور”.
تكثير الماء في حصار الطائف
حاصر نبي الله صلى الله عليه وسلم الطائف، فلما طال الحصار، نفد الماء، فأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يدعوا الله، فما أن رفعوا أيديهم حتى أتت سحابة وأمطرت، فشربوا وتوضأوا.
{|}
الدروس المستفادة من تكثير الماء
تدل معجزة تكثير الماء وغيرها من المعجزات الكثيرة التي أظهرها الله على يد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على صدق نبوته وأنه خاتم النبيين والمرسلين وأن الله تعالى قد أيده ونصره، وأن ما كان الله يفعله في الأمم السابقة فإنه لا يزال قادرًا عليه في هذه الأمة وفي هذا الزمان.
{|}
الخاتمة
كانت معجزة تكثير الماء بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم من المعجزات الباهرة التي أظهرها الله تعالى على يده لتأييده ونصرته، وتدل هذه المعجزة وغيرها من المعجزات الكثيرة على صدق نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم وعلى أن نصر الله وعونه لا ينقطع عن عباده المؤمنين، فهو تعالى القائل: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: 47].
{|}